مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

مفهوم السلام لدى الولايات المتحدة الأميركية- أحمد مرعي

الأربعاء, 24 آب, 2016


 لم يكن "للكيان الصهيوني " أن يقوم، لولا دعم الدولالاستعمارية، وفي مقدمتها بريطانيا التي أعطت لليهود حق إقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين، ومن ثم انتقل الدعم إلى الولايات المتحدة الأميركية.
     قام هذا الكيان نتيجة ما حظي به من دعم خارجي باحتلال أرض فلسطين، فهجّر الأهالي ونهب ثرواتهم، ومن ثم قامباحتلال أجزاء من أراضي الدول المجاورة لها، فقاومت فلسطين والدول التي احتلت أرضها الدولة اليهودية، ودخلت في معارك عديدة معها، وفي ذات الوقت كانت الدولة اليهودية كلما سنحت لها الفرصة تشن حرباً وتحتل مساحات أخرى من الأراضي، في هذه الأثناء كانت الولايات المتحدة حاضرة بقوة على ساحة الصراع العربي "الإسرائيلي" فوقفت إلى جانب "إسرائيل " بشكل كبير، وفي ذات الوقت كانت تدعو إلى السلام مع الدولة اليهودية.اليوم، ولا سيما بعد وصول أوباما إلى سدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، يكثر الحديث عن السلام، ولكن السؤال ما هو مفهوم السلام لدى أميركا؟ وماذا حققت الاتفاقيات التي وقعت مع "إسرائيل " للجانب العربي، والتي تمت برعايةأميركية؟

       إن من يلقي نظرة على الاتفاقيات التي أبرمتها بعض الدول العربية مع"إسرائيل " يدرك جيداً أن أميركا تنطلق في مفهومها للسلام من مصالح الكيان الصهيوني، ضاربة عرض الحائط بحقوق ومصالح شعب بأكمله سرقت منه أرضه بالقوة.
        إن مصالح دولة الاغتصاب الصهيوني ترتكز على الثوابت التالية:
1 - ضمان أمن"إسرائيل " واستمرار بقاء الدولة المغتصبة، واعتماد نظرية الحدود الآمنة وما تتطلبه هذه النظرية من حروب وقائية تشنّها "إسرائيل"  في الوقت الذي تشاء.
2 - نشر ثقافة الهزيمة، ومحاربة كل ثقافة تدعو للمقاومة، وإلى الثقة والاعتزاز بالنفس والكرامة والمفاهيم القومية، وتبني
كل ما يساعد على محو للذاكرة وطمس للهوية وتزوير للتاريخ.
3  - التطبيع الكامل والشامل الرسمي والشعبي مع دولة الاغتصاب الصهيوني.
4 - التفوق العسكري الذي لا تشوبه أي شائبة، وإعداد جيش لا يقبل الاختراق.
5  - إضعاف التسلح في الدول المجاورة.
6 - العمل على ضرب كل تقارب يقوم بين الدول العربية ورفض أي تحالف بينها وبين دول أخرى، إلا إذا وافقت على ذلك "إسرائيل "، وإعطاء الأولوية للاتفاقيات الموقعة معها،على اتفاقيات ومواثيق الجامعة العربية، وهذا منصوص عليه بشكل واضح وجلي في الاتفاقيات السارية حالياً مع الدول التي وقعت على اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني.
7- أن تبقى "إسرائيل " مسيطرة على مياهنا، ولا تسمح لنا باستخدام إلا ما يفيض عن حاجتها.
8- أن يتخلى شعبنا الفلسطيني عن حق العودة الذي نصّت عليه الأمم المتحدة في قرارها الصادر عام 1948 والذي حمل الرقم/ 194 / وتثبيت ما يسمى حق العودة لليهود.

      هذا هو مفهوم السلام الشامل غير العادل، لدى الأميركيين، وبذلك تكون عملية السلام التي تدعو له أميركا تنطلق من شيء راسخ في قناعاتها، وهو أن"إسرائيل " كيان موجود، ويجب قبوله وتوفير الحماية والأمن له كما يجب علينا نحن لكي يتم السلام أن نسامح الدولة اليهودية على كل ما قامت به، وأن نتنازل عن كل ما اغتصبته، وعلينا إذا أردنا السلام أن ننطلق من هذا الواقع.
     هذا يجعلنا ندرك أن السلام الذي يدعو له الأميركيون لا قيمة له، لأنه يصب في مصلحة الدولة اليهودية، ويظهر إلى أي مدى تتبع الولايات المتحدة الأميركية سياسة المعايير المزدوجة.
      لذلك سيبقى الصراع قائماً، ونرى من خلال ذلك ثلاثة احتمالات، الأول، هو أن تضغط الولايات المتحدة الأميركية على الصهاينة لثنيهم عن تحقيق أهدافهم في وطننا، وهذا احتمال ضعيف، الاحتمال الثاني هو أن يعود الصهاينة من حيث أتوا من شتاتهم ويتخلوا عن فكرة إنشاء وطن قومي لهم على أرضنا وهذا احتمال مستحيل، أما الاحتمال الثالث فهو أن يبقي شعبنا
يقاوم حتى النصر والتحرير، وهذا الاحتمال هو الأكيد والأجدى نفعاً، مع عدو لا يفهم غير لغة القوة، وهنا لا ننسى شاعرنا الكبير نزار قباني عندما قال: "إن قصة السلام مسرحية والعدل مسرحية فإلى القدس طريق واحد يمر من فوق فوهة البندقية".



عدد المشاهدات: 3399

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى