مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

.. القيامه السوريه اولا .... د فايز الصايغ ..

الأحد, 23 آب, 2015


لا تبدو الفوضى وعدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة إلى انحسار، لا بل تؤكد المؤشرات على أنها ستستمر ردحاً من الزمن تحتاجه الدول الغربية لكي تدرك أن دورها في التأجيل لا يستقيم مع دورها في التهدئة، وأن الأمور والأدوار والمعلومات صارت كلها مكشوفة أو قيد الكشف.
الغربيون هم أصحاب المصلحة الحقيقية في تأزيم المنطقة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن السياسات الغربية منذ تأسيس الكيان الصهيوني في المنطقة مرتبطة عضوياً بمصالح إسرائيل وخططها وتوسعها وممارساتها الإرهابية، ولهذا فإن عدم الاستقرار في المنطقة المحيطة بإسرائيل ودولها إنما هو نتيجة الاستراتيجية التي تتبعها الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية بهدف زيادة التوترات، وتعميق الفوضى، وإشعال الفتن الطائفية والمذهبية بين الناس والشعوب، وبالتالي بلقنة المنطقة أو لبننتها على الأقل، بحيث يتمترس الجميع خلف مناطقهم وطوائفهم وتتوقف عملية التطور، فيما يتمدد الكيان الصهيوني بمختلف وسائل التمدد في مختلف اتجاهات المنطقة وبحرية تامة بحيث يمر هدف "يهودية الدولة" ببساطة وسط تشدد فلسطيني وضياع فكري ومبادئي غير مسبوق في تاريخ القضية الفلسطينية منذ وعد بلفور وحتى اليوم..
بلقنة المنطقة وتحويلها إلى دويلات متصارعة تحارب بعضها بعضاً يؤدي بالضرورة إلى تحويل دول المنطقة إلى دول هشة، من السهولة بمكان تفكيك العلاقة بينها وبين الجوار من جهة، وتفكيك العلاقة بينها وبين الشعوب على النحو الذي يبدو من ممارسات الحكومات ومنها حكومتنا تجاه الشعب على الرغم من "ضيق ذات البين" وبالتالي تصبح هذه الدول أو الدويلات غير قادرة على مواجهة القوى الغربية ولا حتى مواجهة إسرائيل وحدها فضلاً عن عجزها عن مقاومة تغلغل الشركات الغربية المتعددة الجنسيات والأغراض.. والأهداف.
خريطة "دول الصمود والتصدي" مستهدفة أولاً وليس أخيراً، وها هي تتصدع من العراق وليبيا إلى الجزائر مروراً بسورية واليمن مع ممرات العبور إلى هذه الدول – تونس مثلاً- ومن يشارك لوجستياً أو مالياً من الدول العربية لن يكون بمنأى -بما فيها من نأى بنفسه عن نفسه- عن هذا الدمار..
الأهم من الدمار البنيوي الشامل والممنهج والمخطط له جراء الفوضى وتوابعها هو تدمير معنويات الشعوب، وإشغالها بمعيشتها وتوفير أبسط مستلزمات الحياة اليومية وهذا ما يجري العمل عليه سواء أدركنا خطورة هذا التوجه الغريب أم لم ندركه بعد.. بحيث تعجز هذه الشعوب عن مجرد التفكير بمستقبلها السياسي أو الاقتصادي أو الوجودي، وأن ينحسر تفكيرها وسلوكها وتضامنها وتضافر جهودها في تأمين مستلزمات البقاء على الحياة ولو إلى حين.!!
في حديث لوزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر أمام طلبة جامعة فورد عام 2013 لا يخفي رغبته وتمنياته في أن يرى سورية مقسمة إلى مناطق وقبليات وأقليات وأكثريات، من هنا.. دعونا نرفع شعاراً مرحلياً أو أبدياً.. سورية أولاً وقبل أي شيء آخر..
ولنعمل معاً كل في موقعه ومن خلال دوره على تصليب سورية وتمتين اللحمة الشعبية مع القيادة السياسية وليس العكس.. فلا قيامة للأمة إلا بقيامة سورية.



عدد المشاهدات: 3603

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى