مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

في الأخطاء المحسوبه !!يتمدد الإرهاب ...فايز الصايغ

الاثنين, 1 حزيران, 2015


يوحي العديد من الكتاب في تحليلاتهم لما جرى في الرمادي العراقية وتدمر السورية، بأن سياسة الولايات المتحدة الأميركية إزاء تنظيم داعش الإرهابي، وأن التحالف الأميركي ضد التنظيم، قد فشلا، وأن الإدارة الأميركية لوّحت بالاعتراف بهذا الفشل.
التقييم الشعبي يبدو صحيحاً من حيث الشكل، إذ إن التنظيم الإرهابي الموصوف والمعترف به عالمياً أنه قمة الإرهاب في العالم، وأنه ظاهرة تحبب استئصالها حرصاً على مستقبل البشرية عموماً.
لكنه يجانب الحقيقة؛ إذ إن التحالف الأميركي لم يكن معنياً أساساً في القضاء على داعش، وخصوصاً أن أغلب دول التحالف الأميركي هي من كل من له اليد الطولى في تأسيس التنظيم، ومساندته ودعمه عسكرياً ومالياً، بهدف توفير الظروف اللوجستية اللازمة لكي يتمدد هذا التنظيم في الاتجاهات التي توحي بها الاستخبارات الأميركية.. وتمدّد فعلاً.
وهذا يشير إلى أن الضربات التي كان التحالف يوجهها لتقليص التنظيم كانت ضربات تجميلية.. يشمل التجميل الإيحاء بأن الإدارة الأميركية تتصدى للإرهاب من جهة، وتحاول تقليص دوره وتحجيم أحلامه من جهة أخرى، معتمدة على الأخطاء المحسوبة التي كان التحالف يردد بها الدواعش بالسلاح والعتاد والتدريب وحتى اللباس القسري الأميركي، وهذا ما عرضه وتحدث عنه العراقيون أنفسهم علناً.
وحل عكس ما قاله الكاتب الصهيوني "إيال زميير" من أن الوحيد الذي فوجئ من تمكن داعش بالتمدد في الرمادي وتدمر، كانت إدارة أوباما مع أن الاستراتيجية الأميركية المعلنة شيء والمستور شيء آخر.. فلو أرادت الولايات المتحدة الأميركية تحجيم داعش أو القضاء عليه، لكانت اعتمدت تحالفاً جدياً وجاداً للتصدي للدواعش، لا تحالف يعتمد على من ساعد ويساعد، وساهم ويساهم في دور التنظيم المشبوه استخباراتياً أميركياً وسعودياً وربما أوروبياً أيضاً.
حقيقة الأمر كما أراها بعين المتابع والمراقب وفضولية الصحفي، إن أميركا تقف عملياً مع التنظيم الإرهابي، ودول التحالف المنضوية تحت لافتة التصدي للدواعش، تقف أيضاً مع التنظيم، وقد باتت هذه الحقيقة في متناول الرأي العام كله، وما أراد الكاتب الصهيوني الوصول إليه هو أن الإدارة الأميركية فشلت في التصدي للإرهاب، بما يعني أنه لا بد من إدخال إسرائيل في التحالف بشكل علني، بحيث يتمكن التحالف المضافة إليه إسرائيل.. مع أنها في صميمه وتصميمه، من تحجيم دور الدواعش، بما يعني أن إسرائيل الإرهابية تقاوم الإرهاب وربما تنجح في تقليص دوره، لكي يتمدد دورها هي على الساحتين السورية والعراقية.
المنطق استخباراتي صهيوني- أميركي، فالمستفيد الوحيد من فشل الولايات المتحدة وهي أقوى قوى العالم هي إسرائيل، لكي يبرز دورها على النحو والأسلوب، والنتيجة التي يتوخاها الصهاينة من نجاحات داعش والنصرة التي باتت حامية للشريط الحدودي مع سورية، كما لو أنَّ الجنود الإسرائيليين هم الذين يحرسون الحدود..
عالم متواطئ على الحق والحقيقة، وإسرائيل تحصد النتائج، وتستمر لعبة تغميض العيون عما يجري، بينما تتحرك الدمى على المسرح بخيوط غير مرئية مرتبطة بالمايسترو الصهيوني بلا أكلاف تذكر.
فإذا كانت أميركا جادة فعلاً في التصدي للإرهاب، فينبغي أولاً حل التحالف الراهن فوراً، وتشكيل تحالف جدي جديد، يستبعد منه كل المستفيدين من الإرهاب، وهم معروفون ومكشوفون للعالم كله، فالوقوف في الجانب الخطأ يؤدي إلى تفاقم الخطر.



عدد المشاهدات: 3537

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى