مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

الردّ المنتظر.. بلا عجلة ولا استعجال..بقلم: د. فائز الصايغ

الأحد, 25 كانون الثاني, 2015


لا تجتهدوا في الثوابت، ولا تمارسوا التنظير السياسي والعسكري في مسائل ميدانية، عملية تكتيكية، عسكرية، وأمنية من وراء مكاتبكم أو شاشات التلفزة والكمبيوتر، فهذه المسائل لها من يهتم فيها، ومن يرسم خرائطها، ومن يضع احتمالاتها، ومن يخلص إلى الخيارات المتاحة وغير المتاحة، ومن يقرر الخيار الأنسب.. والأنجع، ومن ينفذ بصمت وسرية تامة، فالشفافية في هكذا أمور تقاس بمقدار الدقة والسرية وبمقدار التخطيط السليم المباغت والمدروس.. والمدهش أيضاً.
من الخطأ.. لا بل من الظلم وضع حركة المقاومة ونهج المقاومة، ومحور المقاومة في دائرة الفعل وردة الفعل بهذه السذاجة وهذا التسطيح، ووضع المصداقية على محك الراهن من الوقت.
من السذاجة الاعتقاد بأنّ الرؤية الإستراتيجية الشاملة يمكن أن يؤثر فيها حدث ما أياً كان وزنه أو كانت نتائجه.. فالثقة في محور المقاومة، ورجال المقاومة مطلقة حد الإيمان الراسخ..
فالتخطيط الراهن لربط المقاومة في جنوب لبنان بمقاومة شعبية في جنوب سورية والتواصل بين الجغرافيتين في مواجهة العدو الصهيوني إنما يهدد الكيان الصهيوني تهديداً وجودياً ويهدد المستوطنين وكل سكان فلسطين المحتلة هم من المستوطنين تهديداً مصيرياً أيضاً.
إسرائيل تعرف حق المعرفة ذلك وهي تدرك أنّها لا بالعدوان الذي تورطت به في القنيطرة ولا بالمغامرات التي يمكن أن تقوم بها قادرة على وقف قرار الشعب في تحرير أرضه بالأساليب الأنجع في هذه الظروف، وإسرائيل تدرك أيضاً أنّ انشغال سورية في مواجهة الإرهاب المنتشر في الداخل السوري لا يعني أبداً أنّ العين تحولت عن الجولان ولا عن  سبل تحريره خصوصاً بعد أن فتحت إسرائيل حدودها للإرهابيين بهدف تبديل الواقع على الجبهة السورية بما يؤدي إلى إعادة ترتيب الرؤية ووضع إستراتيجية تعتمد المقاومة لتحرير التراب الوطني السوري الأمر الذي أشعر الرؤوس الحامية في إسرائيل بالخطر الذي يداهمهم إذا ما استكملت أطراف محور المقاومة هذه الإستراتيجية التي أثبتت نجاحها ونجاعتها في الجنوب اللبناني، وفي غير مكان وغير ظرف..
العدوان الصهيوني على القنيطرة واستهداف مجموعة من المقاومة كانت تستطلع الجبهة وتدرس الواقع مما يمكن تخمينه أو مما هو لا يخطر على بال أحد، يعني أنّ إسرائيل تخشى من توسيع رقعة المقاومة لتشمل أي أرض سورية أو لبنانية وأن يكون التنسيق والتكامل بينهما على هذا النحو وبخاصة ربط الجبهتين السورية واللبنانية والمقاومتين معاً في إطار إستراتيجية واحدة، وإنها- أي إسرائيل- مصممة على رعاية الإرهابيين ودعمهم ومساندتهم وتوفير الحماية لهم لكي يكونوا رأس حربتها في مواجهة المقاومة الشعبية والرسمية السورية على جبهة الجولان..
عود على بدء.. لا تجتهدوا.. ولا تحللوا المشهد بأكثر مما يستحق، واتركوا الإسرائيليين في رعبهم وخوفهم وقلقهم وحساباتهم وتخميناتهم فهذه جزء من الحرب وجزء من الرد المنتظر بلا عجلة ولا استعجال..



عدد المشاهدات: 2674

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى