مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

هنا دمشق .. يا عواصم العالم .. -------- د فائز الصايغ ..

الاثنين, 12 كانون الثاني, 2015


الفرنسيون في مأزق أمني خطير بعد العدوان الإرهابي الذي استهدف صحيفة "تشارلي إيبدو" الساخرة التي تعرضت للإرهاب نفسه الذي سخرت منه فرنسا من قبل وسخّرته لخدمة مصالح إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
الإرهابيون الفرنسيون الذين انخرطوا في الإرهاب في الداخل السوري هم النسبة الأكبر من بين إرهابيي أوروبا، ويبدو أنّ إدارة الرئيس هولاند ظنت أنّها بتصدير الإرهاب إلى سورية إنما تُخلي مجتمعاتها الهجينة من الإرهابيين، وتناست أو سخرت من المجموعات والخلايا الإرهابية النائمة في الداخل الفرنسي والتي باتت على اتصال مباشر مع المجموعات الإرهابية الفرنسية المتواجدة في الخارج.. ونسي هولاند أو تناسى وفي الأصح أنّه لا يعرف، ولا يمكنه الإحاطة بدقة الأوضاع الفرنسية والإقليمية لأسباب أخرى ومنها عدم الأهلية السياسية والفكرية وعدم امتلاكه مقومات المسؤول عن دولة مثل فرنسا، وهذا ليس اتهاماً سورياً وإنما اتهام فرنسي سبق للعديد من الكتّاب والصحفيين الفرنسيين أن أشاروا أليه في أكثر من مقال.. وهذا بحسب الفرنسيين أنفسهم ما أدى إلى انخفاض شعبية "هولاند" إلى أدنى مستويات بلغها أي مسؤول فرنسي من قبل..
حادثة إرهابية واحدة هزت فرنسا الأمر الذي دعا هولاند للقول إنّ فرنسا تعيش حالة صدمة بعد الهجوم الإرهابي الذي راح ضحيته أكثر من اثني عشر من القتلى وعدداً آخر من الجرحى اضطرها إلى رفع نسبة التأهب القصوى.
ومع أنني لا أتمنى أن يصيب الإرهاب الشعب الفرنسي ولا أن يستهدف أي صحفي أو صحيفة جديّة كانت أم ساخرة إلا أنني ومن تجربة عاشتها سورية والمنطقة في مقاومة الإرهاب والتصدي له ومنه الإرهاب الفرنسي أتوقع أن تكون هذه بداية لأنّها تشبه البدايات في أية منطقة ضربها أو استهدفها الإرهاب إياه الذي تدعمه في مكان وتقاومه في مكان فرنسا وأميركا ودول الغرب عموماً بالتمويل العربي المعروفة مصادره والدول التي تغذّيه يومياً حتى أصبح الإرهاب دولة يعجز التحالف الدولي الأميركي عن التصدي له أو تحجيمه في أسوأ الأحوال..
العملية الإرهابية التي ضربت فرنسا ستدفع القيادة الفرنسية إلى واحد من اتجاهين لا مفر من ولوج أي منهما.. إمّا أن تواصل السياسة الفرنسية والقائمون عليه انخراطها في الإرهاب ومواصلة دعمه والتنسيق مع داعمي الإرهاب وفي المقدمة منهم إسرائيل وعدد من دول الخليج التي لم تعد تخفي تنسيقها الأمني والاستخباراتي مع الموساد الصهيوني، وبالتالي ستدفع فرنسا ثمناً باهظاً من استقرار مجتمعاتها ومن اقتصادياتها ومن سمعتها الدولية.
وإما أن تحتكم إلى المنطق والعقل وتتراجع عن نهجها والعودة إلى جادة الصواب والانخراط في نهج واقعي للتصدي للإرهاب في وقت بات الجميع يعي خطورة ما يتربص في أوروبا وأمنها واستقرارها ووحدتها جراء تفشي ظاهرة الإرهاب على هذا النحو.
وللدخول جدياً وعملانياً في هذا الخيار وكي يؤتي ثماره ويجعل فرنسا قادرة على التصدي للإرهاب الذي باشر أعماله في الداخل الفرنسي لابد من استجابة هولاند والقيادة السياسية للضغوط التي مارستها أجهزة الاستخبارات الفرنسية والتي تصرّ منذ زمن على ضرورة التنسيق الأمني والسياسي مع سورية، والشروع في التراجع العلني أو التكتيكي عما ارتكبه السياسيون الفرنسيون والغربيون منهم من حماقات أشبه ما تكون بمثابة عملية قمار في مصائر الشعوب ومنها الشعب الفرنسي، ومن الدلائل العملية على التراجع المطلوب إعلان موقف سياسي واضح ومؤثر قد يصيب في تأثيره السعودية ودول الخليج إذا ما توقفنا عند مقتل "عودة البلوى" جراء الخلفية ذاتها وهي المكابرة السياسية التي منعت التنسيق الاستخباراتي بين مختلف الدول التي تعرضت للإرهاب أو تتخوف منه مع الاستخبارات السورية التي تملك أغنى المعلومات وحدها.. وعلى السياسيين أن يسبقوا الاستخباراتيين في التنبه إلى مخاطر الإرهاب وإلى الإعلان المباشر والعلني ضرورة التنسيق والتعاون مع سورية.. فمن أصغر المعلومات إلى أهمها يكمن الأمن الأوروبي والعالمي.. وهنا دمشق يا عواصم العالم..



عدد المشاهدات: 2961

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى