مجلس الشعب السوري
اسم المستخدم
كلمة المرور
نسيت كلمة المرور
تسجيل جديد
 الرئيسية 

الاصطفافات السياسية الجديدة.. بقلم: د. فايز الصايغ

الثلاثاء, 27 تشرين الأول, 2015


زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى موسكو والأسلوب الذي تمت فيه والاحتفاء الذي رافقها تجاوزت في مدلولاتها الملفات الإعلامية والسياسية، فالحوار وجهاً لوجه وعلى نطاق ضيق ومسؤول يحمل دلالات أكثر عمقاً وأكثر شفافية وأكثر إستراتيجية أيضاً، بحيث يمكن ربط الانتصارات العسكرية لغرفة العمليات السورية- الروسية المشتركة بالأفق السياسي، وبحيث يتم تقديم مسألة القضاء على الإرهاب على الحلول السياسية انطلاقاً من أن لا حل سياسياً تحت وطأة الإرهاب ولا مجال للاستثمار في الإرهاب لإنضاج حل سياسي. وهذا لا يمنع وفي مرحلة من المراحل اللاحقة طرح الأطر السياسية، بينما تتقدم العملية العسكرية بنجاح على المنوال الذي تقدمت به منذ انطلاقة العملية الروسية.
في المحادثات بين صديقين حليفين بينهما تاريخ من التجارب والمواقف والمصداقية تجلّت الأخلاق السياسية وتجلى التفاهم المخلص بهدف الانتهاء وبأسرع وقت ممكن من القضاء على آفة الإرهاب واجتثاثها بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة ومنها الأمن والاستقرار العالمي الذي لم تتنازل موسكو عن تحقيقه أو الحفاظ عليه في مصلحة الشعوب في وقت تستبيحه الولايات المتحدة لنهب ثروات الشعوب..
الأهم في الزيارة أن القائدين السوري والروسي أرادا التنسيق المباشر إزاء وضع غير مسبوق لا في المنطقة ولا في العالم وأبرز ما فيه الانخراط العسكري الروسي بقوته المعروفة وبالتنسيق اللوجستي والاستخباراتي مع السوريين وتوظيف الخبرات والمعلومات في خدمة الهدف المشترك..
ومن الأهمية أيضاً أن يسمع القائدان بعضهما بعضاً ووجهاً لوجه، وأن يتبادلا وجهات النظر بلا وسيط على أهمية الوسطاء واستخلاص الصورة التي ينبغي أن يكون عليه الوضع في سورية أو في المنطقة في المستقبل.
وفي رأيي أن كل من يعتقد أو يظن أو ينظِّر من أن الزيارة والاستقبال أعطت للرئيس الأسد مشروعية الرئيس فهو خاطئ في أحسن الأحوال ومسيء في سياقها وربما جاهل قبل أن أقول متآمر في أسوأ الأحوال..
فشرعية الرئيس مستمدة من قرار الشعب وهو حاصل عليها اليوم وغداً وبعد غد ولو كان بعد الغدٍ مفتوحاً على مصراعي المستقبل، الرئيس الأسد لم يعد في نظر السوريين رئيساً منتخباً فحسب وإنما الرئيس الذي يشكل وجوده واستمراره عقب هذا الامتحان الأصعب الذي مرّ به الشعب السوري صمام الأمان الوطني ورمزاً للسيادة السورية وعنواناً للتلاحم الشعبي وعنواناً بارزاً للصمود والتضحية للحفاظ على الدولة ومؤسساتها من جهة ولإعادة الإعمار والنهوض الجديد لسورية الحديثة من جهة ثانية، وينبغي أن يكون هذا الأمر خارج النقاش والتداول أو التفكير إذا ما جاز التعبير..
القمة انتهت فيما بدأت مفاعيلها تظهر في أفق البلدين وآفاق العالم كله، هنا وفي لحظات القمة المعدودة رسم الزعيمان اللوحة الجيوسياسية للمنطقة وللعالم ومن نتائجها سيظهر الكثير مما هو ما فوق الملفات السياسية والعسكرية مما يتصل بمستقبل المنطقة والعالم وإعادة الاصطفاف السياسي على نحو غير مسبوق وربما غير مألوف أيضاً.



عدد المشاهدات: 3790

طباعة  طباعة من دون صور


رزنامة نشاطات المجلس
للأعلى