شارك السيد حموده صباغ رئيس مجلس الشعب في المؤتمر الافتراضي الطارئ لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وذلك لبحث تطور الأوضاع في فلسطين المحتلة.
وفي كلمته امام المؤتمر أكد السيد رئيس المجلس ان الابطال المقاومون من أبناء شعبنا الفلسطيني يسطرون ملاحم البطولة والمجد ويكتبون للتاريخ صفحة جديدة عنوانها(أفل زمن النكسات وحان موعد الانتصارات).
منوهاً أن الكلمات تعجز عن وصف مشاعر الفخر والاعتزاز بأبناء هذا الشعب المقاوم؛ الذي استطاع بأقل الإمكانيات وفي ظل الحصار الخانق الذي تمارسه قوات الاحتلال الصهيوني أن يذيق هذا الكيان العنصري مرارة الهزيمة والعار وذل الخيبة والانكسار.
وأشار السيد رئيس المجلس في كلمته أن إسرائيل ومنذ إعلانها الباطل عن قيام كيانها السرطاني العنصري؛ لم توقف حملات القتل والتشريد والتهجير بحق أبناء الشعب الفلسطيني؛ فضلاً عن اتباعها الكثير من الخطوات الاستفزازية؛ من خلال الاستمرار في عمليات التهويد وتغيير البنية الديمغرافية والجغرافية لأرض فلسطين، وانتهاك حرمة المقدسات، وتدنيس حرمة المسجد الأقصى، والتضييق على المصلين وحرمانهم من ممارسة صلاتهم فيه .
وشدد السيد رئيس المجلس إن فطرتنا البشرية السوية، ترفض العنف بأشكاله كافة وتدين من يرتكب العنف ، لافتاً أن شعوبنا محبة للسلام وتبغض الحرب ولكن الكيان العنصري الغاصب دأب خلال العقود الماضية؛ على نسف كل القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية والقانونية؛ واستمر في عدوانه وقتله وتنكيله وتهجيره لشعب فلسطين المظلوم على مرأى ومسمعٍ من العالم أجمعٍ، وبدعمٍ سافرٍ من الولايات المتحدة الأمريكية ومن يدور في فلكها من قوى؛ غربيةٍ واستعمارية تحلم في كل حينٍ أن تعيد أمجادها الغابرة؛ التي عفا عليها الزمان ومضى في تحد صريحٍ وفاضحٍ لأدنى معايير احترام مبادئ الأمم المتحدة؛ التي أجمعوا عليها زورا وبهتانا، وفي انتهاكٍ صارخٍ لأبسط مقومات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
وأكد خلال كلمته أن سورية كانت على الدوام ومازالت تعد فلسطين بوصلتها وقضيتها المركزية والمحورية الأولى، وهذا ما أكده ويؤكده على الدوام قائد سورية السيد الرئيس بشار الأسد (بأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في ضمير الأمة العربية؛ حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس)، (وأن فلسطين بالنسبة لسورية هي مسألة عقائدية، وهي تشكل هوية سورية وجوهر مواقفها) .
وأضاف إنناعلى ثقةٍ تامةٍ بأن كل ما تعرضنا ونتعرض له في سورية؛ من حربٍ إرهابيةٍ وحصارٍ جائرٍ شمل جميع مناحي حياة المواطن السوري ومعيشته؛ ما هو إلا نتيجة لتمسكنا بمواقفنا وثوابتنا المبدئية المشرفة، وفي مقدمتها دفاعنا المستميت عن حقوقنا وحقوق شعبنا الفلسطيني المقدسة، وفي مقدمتها استعادة أراضينا المغتصبة في الجولان وفلسطين كل فلسطين، وهذا ما شدد عليه قائد سورية؛ (بأن سورية التي يعرفها الجميع قبل الحرب وبعدها لن تتغير وستبقى داعماً للمقاومة) .
واقتداءً بحديث الرسول الكريم محمد (ص) الذي حثنا فيه على نصرة إخوتنا وأشقائنا بقوله: انصر أخاك ظالما أو مظلوماً ، فجميعنا هنا يعي الحقيقة المطلقة المتمثلة بالظلم الكبير الواقع على شعبنا في فلسطين المغتصبة، وبالمجازر التي دأب الصهاينة المعتدين على ارتكابها بحقه؛ فحتى هذه اللحظة التي نجتمع فيها تقوم قوات الكيان المحتل بقصف منازل المدنيين الفلسطينيين الآمنين فوق رؤوس ساكنيها، موقعة آلاف الشهداء والجرحى، ومعظمهم من النساء والأطفال؛ ناهيك عن تدمير البنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء، بل وصل بهم الحقد إلى تدمير المستشفيات وإزالتها عن بكرة أبيها في صمتٍ مريبٍ من المجتمع الدولي، الذي يغض النظر عن كل تلك الارتكابات الفظيعة التي يندى لها جبين الإنسانية، بل عمدت الولايات المتحدة ودول الغرب؛ إلى تقديم أنواع الدعم المادي والمعنوي واللوجستي لقوات الاحتلال الصهيوني، والتي تفرض بالوقت نفسه حصارا خانقا على الشعب الفلسطيني، وتمنع عنه أدنى مقومات الحياة من الغذاء والماء والمستلزمات الطبية والإسعافية العاجلة.
ودعا السيد رئيس مجلس الشعب كافة الأخوة في اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي؛ إلى رفع الصوت عاليا نصرة لأهلنا المقاومين في فلسطين المحتلة وإدانة المجازر الصهيونية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحقهم؛ من خلال سلوك سياسة الأرض المحروقة حتى هذه اللحظة والعمل مع البرلمانات الوطنية والمنظمات البرلمانية الإقليمية والدولية المؤثرة للوقف الفوري للقصف الهمجي على السكان الآمنين في غزة المحاصرة ومحاولات الكيان الرامية إلى التهجير القسري لهم، والضغط على المجتمع الدولي بالسرعة القصوى وانطلاقا من واجباته الإنسانية والأخلاقية والقانونية؛ لوقف الانتهاكات الخطيرة بحق الفلسطينيين العزل، وتقديم المساعدات الفورية والعاجلة لهم، وفتح المعابر الإنسانية لتسهيل وصول هذه المساعدات الضرورية الهامة لاستمرار حياته ومضاعفة الجهود للوصول إلى حل عادلٍ وشاملٍ لقضية فلسطين، وفي مقدمتها عودة المهجرين الفلسطينيين أصحاب الحق والأرض الشرعيين، وبناء دولتهم الفلسطينية الواحدة وعاصمتها القدس الشريف.
واختتم السيد رئيس مجلس الشعب كلمته بتوجيه الشكر العميق لمعالي السيد إبراهيم بوغالي رئيس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي _رئيس المجلس الشعبي الوطني في الجمهورية الجزائري الديمقراطية الشعبية على هذه الدعوة الكريمة، كما أثنى على الجهود الكبيرة التي بذلت في تنظيم وإدارة هذا الاجتماع الهام وفي هذه المرحلة المفصلية بالذات.
كما توجه بالشكر والتقدير إلى السادة رؤساء المجالس وأعضاء الوفود المشاركة، وإلى الأمانة العامة لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، راجيا من الله عز وجل أن يوفقنا جميعا لما فيه خير شعوبنا وأن يلهمنا سداد الرأي وحسن المشورة، والتوفيق لنصرة أشقائنا وأهلنا في فلسطين حتى ينالوا حقوقهم المشروعة كاملة دون انتقاص.
وقد حضر المؤتمر إلى جانب السيد رئيس المجلس السيدات والسادة أعضاء مكتب المجلس محمد اكرم العجلاني نائب رئيس المجلس وسلوم السلوم وميساء الصالح أمينا السر وفايزة العذبة ومحمد سليمان الأبرش مراقبا المجلس .