كلمة رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ في جلسة المجلس يوم الأحد 4/11/2018 في الذكرى السنوية الأولى بعد المئة لوعد بلفور المشؤوم
الزميلات والزملاء الكرام:
ربما كان الحديث اليوم عن هذا الوعد المشؤوم تحصيل الحاصل أو تأكيد المؤكد، لكن لا بد من الوقوف عنده؛ لأن كل ما نراه اليوم من أحداث هي مجرد نتيجة لوعد بلفور الذي مضى عليه مئة عام وعام..
مئة عام والشعار نفسه يفسر الحالة.. كان وعد بلفور " عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ".. واليوم عندما تقول أمريكا إن القدس عاصمة الكيان فإنها تفعل الشيء نفسه " عطاء من لا يملك لمن لا يستحق ".. وعندما يستقبل الأعراب المسؤولين الصهاينة متخلين عن القضية الفلسطينية فإنهم يؤكدون بذلك " عطاء من لا يملك لمن لا يستحق "..
مئة عام من النضال الفلسطيني وهذا الشعب العظيم لم ييأس ومازال متمسكاً بحقوقه. ولما كانت الرابطة بين فلسطين وسورية هي رابطة الدم والقومية والجغرافيا والتاريخ فإن القضية الفلسطينية هي في صلب وجودنا القومي.. بل إنها في صلب وجودنا الوطني أيضاً..
وهذه الحقيقة تؤكد أنه لا يمكن استكمال تحرر سورية وتحرر العرب مادامت فلسطين فريسة للصهيونية وحماتها في المنطقة والعالم. حرية هذه المنطقة لا تتجزأ، وجميعنا نعلم أنه بعد أن تنازلت دول عربية ووقعت مع الكيان الصهيوني اتفاقيات سلام.. لكن دون سلام! لأن السلام جوهره الحقوق الفلسطينية وعودة الأراضي العربية المحتلة..
واليوم نرى أن مشروع بلفور الصهيوني يتقدم خطوة أخرى على طريق تحقيق الأهداف الصهيونية. فالأعراب يتسابقون نحو الكيان خاطبين وده وهو يتمنع ويرفع سعره. وكلما رفع سعره ازداد تسارع الأعراب في تقديم التنازلات لعل الولايات المتحدة ترضى عنهم وتحفظ عروشهم التي تسقط في أسبوع دون دعم أمريكي كما قال الرئيس ترامب نفسه..
ولا شك في أن الحرب على سورية سببها موقفها الصامد من القضية الفلسطينية بعد أن وقعت مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، ورفضت سورية التوقيع، وبعد أن ردت سورية على انهزام الأنظمة العربية بدعم المقاومة وتعزيزها والتمسك المطلق بحقوق الأمة.. وحقوق سورية المتلازمة مع حقوق الأمة..
إن سورية تعاقب لهذا السبب. لكن هذا البلد الأبي صمد وتصدى، وهو على طريق الانتصار. إنه نصر لسورية ولفلسطين لأن قضية فلسطين هي قضية الأمة المركزية..
الزميلات والزملاء أعضاء المجلس..
لا شك في أن انتصار سورية هو إفشال لأهداف الحرب علينا وفي مقدمتها التنازل عن قضيتنا المركزية وعن العروبة وقضايانا القومية العادلة.. وهذا الانتصار هو العلامة الأميز على طريق إعادة بناء الأمل في إفشال مخططات الصهيونية وحماتها..
ومع هذا الأمل الكبير ننطلق متمسكين بثوابتنا التي قدمنا من أجلها كل هذه التضحيات الغالية. وإذا كان التاريخ سيسجل للأنظمة العربية خنوعها وخيانتها فإنه سيحتفظ لسورية والسوريين بمكانة سامية في أنهم رفضوا الذل على الرغم من أنهم كانوا وحيدين في رفضهم هذا.
ولقد شاهدنا وشاهد العالم صورة متجددة من الإباء السوري ومن العنفوان السوري عندما وقف أهلنا في الجولان المحتل وقفة عز في وجه مخططات الصهاينة وانتخاباتها. وعندما استطاع أهلنا الأشاوس إسقاط هذه الانتخابات التي تنتهك حقوقهم وتنتهك القانون الدولي في آن واحد..
بهذه القوة سنمضي.. ومع هذا الأمل سنتابع خلف قيادة قائدنا الكبير السيد الرئيس بشار الأسد.. ونحن دائماً على موعد مع النصر..
الرحمة والخلود لشهدائنا الأبرار والشفاء العاجل للجرحى والمصابين
عشتم وعاشت سورية المنتصرة حرة أبية موحدة مستقلة بقيادة قائد مسيرة الصمود والانتصار وقائد مسيرة البناء وإعادة الإعمار وقائد مسيرة سورية الجديدة المتجددة سيادة الرئيس بشار الأسد
والسلام عليكم.
دمشق في 4/11/2018
رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ