أنزور لـ«الوطن»: المرحلة الأولى من معركة الجنوب أنجزت وتحرير مدينة درعا ومعبر نصيب لن يطول
اعتبر نائب رئيس مجلس الشعب نجدة أنزور، أمس، أن «المشروع الإرهابي سقط» في سورية، وتوقع سحق الإرهابيين في جنوب البلاد من قبل الجيش العربي السوري في سيناريو مشابه لما حصل في العديد من مناطق البلاد، وأنه أمام هؤلاء الإرهابيين احتمالين لا ثالث لهما هما «الموت أو الاستسلام». ورأى أنزور، أن الولايات المتحدة لم تتخل عن الإرهابيين في الجنوب لكنها تتصرف من موقع العاجز أمام تصميم سورية على تحرير الأرض من الإرهابيين وحماتهم، واعتبر أن محاولات «إسرائيل» لدعم الإرهابيين «لن تؤدي إلى متغير استراتيجي».
وفي تصريح لـ«الوطن» قال أنزور حول عملية الجيش في جنوب البلاد وتوقعاته لنتائج هذه العملية: لقد سقط المشروع الإرهابي عسكرياً في سورية بفضل الضربات الساحقة التي وجهها الجيش العربي السوري، وانهار الإرهابيون بعدما تكبدوا آلاف القتلى ودُمر عتادهم».
وأضاف: «من المهم ملاحظة أن البيئة الحاضنة نبذتهم (الإرهابيين) تماماً وخاصةً أنهم فُضحوا كعملاء لأعداء الشعب والوطن وقتلة يريدون تنفيذ مخطط أميركي تكفيري يرمي لتمزيق البلاد وتحطيم قواها الحية ومقدراتها». وتوقع أنزور، أن يكون «مصير إرهابيي حوران كمن سبقهم في الغوطة وتدمر وحمص وحلب ودير الزور»، معتبراً أن «أمامهم احتمالين لا ثالث لهما. الموت أو الاستسلام»، ولافتاً إلى أن «جيشنا البطل يتقدم بثبات، وطائر النصر يحلق فوق رايته بعدما اتخذ القرار التاريخي. الشهادة أو النصر».
واعتبر أنزور في رده على سؤال حول رسالة واشنطن لإرهابيي الجنوب التي تم الكشف عنها وتتضمن تخلي أميركا عنهم أن «واشنطن لم تتخل عن الإرهابيين»، وقال: «دعمتهم منذ اللحظة الأولى وتحول طيرانها الحربي في الفترة الأخيرة إلى غطاء جوي لهم. دعمتهم عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، وكل الضجيج حول الكيميائي والتهديدات وسواها هي لدعمهم».
وأضاف: «لكن البراغماتية الأميركية تدرك أنهم (الإرهابيين) حصان عاجز لا أمل منه وليس أمامها إلا التدخل المباشر وخوض الحرب بدلاً عنهم، وهذا الخيار بالغ الخطورة على المنطقة والعالم، لذلك تتصرف من موقع العاجز أمام تصميم سورية وحلفائها على تحرير الأرض وتطهيرها من الإرهابيين وحماتهم». وأوضح نائب رئيس مجلس الشعب أن «هذا لا يعني أنها (أميركا) لن تحاول إعاقة تقدم الجيش ومحاولة تنقيص انتصاراته بكل السبل، لكن سورية وحلفاءها يدركون النوايا الأميركية جيداً».
وأضاف: «أميركا لا أمان لها، لكن تحرير بلادنا قرار لا عودة عنه مهما كان الثمن، وهذا تعرفه أميركا. هي الآن بحالة عجز عن فعل شيء حاسم».
وعلق أنزور على ما يثار من تحليلات عن وجود تفاهم روسي أميركي بشأن جنوب سورية وقال: «كثر الحديث عن تفاهمات روسية أميركية، وهذه حكاية تُلقى هكذا بدون تفاصيل. العلاقات الروسية الأميركية بأسوأ أيامها والطرفان بحالة خصام بالغ التعقيد والخطورة أيضاً.
واعتبر أن «التفاهمات الواضحة حتى الآن هي ألا يصل الطرفان إلى صدام قد يؤدي إلى كارثة مروعة، لكن الموقف الروسي قوي قانونياً وعسكرياً وأخلاقياً، فالأميركي محتل، وعملاؤه إرهابيون تكفيريون بقرار من الأمم المتحدة، والروس حلفاء للدولة السورية ولحكومتها الشرعية. الموقف الأميركي بدون أي غطاء قانوني أو أخلاقي أما الموقف الروسي فهو مغطى تماماً بكل العناصر الممكنة». وأضاف: «لذلك لا يمكن الحديث عن التفاهمات إلا من هذا المدخل. روسيا لن تتخلى عن سورية. أكثر من ذلك، لا تستطيع التخلي عنها، وهي في حلف عميق مع الدولة قيادةً وجيشاً ومؤسسات مبني على حقائق إستراتيجية وميدانية ومستقبلية لا بديل عنها، ولا يمكن فهم التفاهمات إلا من هذا المدخل».
وحول العدوان الإسرائيلي الأخير على محيط مطار دمشق الدولي الذي تزامن مع معركة الجنوب، قال أنزور: «لم تكف «إسرائيل» عن دعم الإرهابيين يوماً واحداً، والإرهاب في سورية في حقيقته وهابي الوجه لكنه إنزال صهيوني خلف الخطوط، وبالتأكيد إسرائيل تتلمظ غيظاً لانهيار مشروع عملائها الذين ارتبطوا معها بتفاهمات عميقة، لكن ماذا تفعل؟ ضربة هنا وغارة هناك لن تغير في المعادلة الأساسية، وهي تدرك ذلك لكن تدخلاتها نوع من التذكير بحضورها، وهي تهديدات تكتيكية لن تؤدي إلى متغير استراتيجي».
وأضاف: «إسرائيل تبتلع قطع الزجاج وهي ترى الإرهابيين ومشروعهم في حالة اندحار وهزيمة شاملة، وقد تتدخل وتضرب، ولكن تدخلها لن يغير في الوقائع، أما الحساب فهو آت لا محالة. إسرائيل تدرك ذلك ومن يُهزَم سيدفع الثمن، وهذه حقائق لا يمكن تجاوزها».
وأعرب أنزور عن اعتقاده بأنه لن يكون هناك تحرك إسرائيلي كبير لدعم التنظيمات الإرهابية لأن «التحرك الإسرائيلي الكبير سيُرد عليه بقوة وقد تنزلق الأمور إلى حرب شاملة». وأضاف: «حسب اعتقادي، إسرائيل ليست جاهزة لهذا الاحتمال الخطير. إنها تدرك أنها ستدفع ثمناً لا قدرة لها على احتماله، حتى لو تدخلت أميركا»، وتابع: «موازين القوى لا تسمح لها بالدخول في حرب شاملة تنهال الصواريخ خلالها على كل شبر في فلسطين المحتلة. إسرائيل تحاول الخربط.. التنقيص. إعلان الحضور. إنها تعرف أنها فشلت في لبنان، وغزة المحاصرة أنهكتها. ماذا لو فتحت عليها أبواب جهنم من كل الجهات؟. وأردف قائلاً: «ومع ذلك أمام رعونة ترامب وصفاقة نتنياهو لا يمكن استبعاد هذا الاحتمال مهما كان ضئيلاً، علماً أنني أرجح لجوء «إسرائيل» من خلال أميركا إلى الضغط الاقتصادي والحصار والعبث داخل محور المقاومة بكل السبل الممكنة وأستبعد الحرب الشاملة فـ«إسرائيل» عاجزة عن الإقدام على هذه الخطوة الانتحارية». وأعرب أنزور عن اعتقاده، بأن المرحلة الأولى من معركة الجنوب أنجزت، وأن المرحلة الثانية هي تحرير درعا المدينة ومعبر نصيب ومحيطه ولن يطول أكثر من أيام.
وأضاف: «يبقى الشريط الملاصق للجولان المحتل حيث يوجد داعش وجبهة النصرة، وستحاول إسرائيل حمايتهم، لكن ما كُتب قد كُتب والقرار واضح. سيحرر الجيش وحلفاؤه كل حبة تراب في حوران العزيزة شاء من شاء وأبى من أبى». وتابع: «لكن المرحلة الأخيرة قد تكون أكثر تعقيداً ودقة وربما تطول قليلاً، فالإرهابيون في حالة انهيار عسكري ومعنوي كامل وبالمعنى العام هم مهزومون قبل أن تبدأ المعركة».