كلمة رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ في جلسة انتخاب مكتب المجلس
الزميلات والزملاء الكرام..
بداية، قبل أن أشكركم على ثقتكم، أتوجه باسمكم بأسمى آيات الإجلال والتقدير إلى أرواح شهدائنا الأبرار، الأكرم بين الكرماء، والأنبل بين النبلاء..
كما أتوجه باسمكم أيضاً بأسمى معاني الوفاء والولاء إلى سيادة الرئيس بشار الأسد رمز كفاح هذا الشعب الأبي، وصانع تاريخ هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها وطننا الصغير والكبير..
ويشرفني كذلك التعبير عن مشاعرنا جميعاً تجاه جيشنا البطل الذي بفضله وفضل تضحياته نحن هنا نجتمع بأمان واطمئنان.. وبفضل تضحياته تتحرر جغرافيتنا الغالية تباعاً بثبات وعزم..
أما أنتم أيها الزملاء الأكارم، فالتعابير لا يمكنها أن توضح سعادة زملائي في المكتب وسعادتي بهذه الثقة الغالية التي أرجو من الله العون على القيام بمتطلباتها على أكمل وجه..
لقد عملنا سوياً تسعة أشهر، وإني وزملائي في المكتب نعتبر ثقتكم اليوم إشارة إيجابية منكم في تقييم عملنا في الفترة السابقة.
وإنني لأعترف بأنه كان من المفروض أن نعطي أكثر مما أعطينا، وأن نعمل أفضل مما عملنا... لكنني أيها الزملاء أؤكد لكم أن إخلاصنا لعملنا كان مطلقاً وإيماننا بأهمية ما نعمل كان كبيراً..
الزميلات والزملاء..
إنني لا أقف عند تقييمكم للفترة السابقة من أداء مكتب المجلس، لأن ما سبق ليس له مبرر إن لم يكن محفزاً لما هو آت...
لذا فإنني وزملائي نفهم ثقتكم تشجيعاً لنا على العمل في المستقبل بشكل أفضل وأكثر عطاءً ونتاجاً..
كما أفهم وزملائي ثقتكم مسؤولية عظيمة وخاصة في هذه الأوقات التي يسجل فيها شعبنا الأبي تحولاً تاريخياً يفوق عطاؤه حدود سورية لينعكس إيجاباً على المنطقة، بل وعلى العلاقات الدولية برمتها..
هنا.. على هذه الأرض الأبية يدفن إلى غير رجعة نظام القطب الأوحد البغيض الذي عانت منه أمتنا العربية والمنطقة والعالم برمته معاناة كبيرة...
وهنا.. في أحضان ثرانا الطيب يولد نظام عالمي جديد أكثر توازناً وأقل غطرسة وعدواناً..
إنه فعل عظيم حمله الشعب العربي السوري العظيم.. ولا يحمل المهام العظيمة إلا العظماء.. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم..
المجلس الكريم..
قلت إنني وزملائي نفهم ثقتكم مسؤولية كبيرة، لكنها مسؤولية مشرفة وهي مجرد جزء صغير من المسؤولية الجماعية التي يحملها المجلس، والتي نتشرف جميعاً بحملها في ظل شعب أبي وقائد عظيم ومرحلة مصيرية..
وإنني أؤكد لكم أيها الزملاء، بعيداً عن التواضع قريباً من الحقيقة، أنكم اخترتموني مع زملائي في المكتب ولسنا بأفضلكم، ورئاسة المجلس لا ترى في مهامها سوى أنها مسؤولية إضافية هدفها تنسيق العمل وتنظيمه فقط، لا الترفع عنه أو التعالي عليه..
ولما كانت مسؤولية الرئاسة مجرد مكون تنسيقي لمسؤوليتنا الجماعية، فإن ما أطالبكم به اليوم أطالب به نفسي وزملائي في المكتب.. لأن عملنا لا يتجزأ وليس فيه تمييز مسبق بين زميل وآخر إلا بقدر ما يعطي استجابة لمتطلبات المرحلة وثقة الشعب والقائد..
فلنغتنم هذه المناسبة أيها الزملاء، كي نعاهد هذا الشعب الأبي بأن يكون أداؤنا أفضل، وأن نكون في عملنا أكثر حماسة وإبداعاً، وأن نعتبر تضحياتنا هنا، جهداً وعملاً، مجرد نقطة صغيرة في محيط تضحيات شهدائنا وأبطال قواتنا المسلحة الميامين..
علينا أن ندرك حجم مسؤولياتنا كماً ونوعاً، وأن نضع أمام أعيننا باستمرار أنه مهما قدمنا من جهد فالشعب يستحق أكثر من ذلك.. ومستقبل سورية يتطلب أكثر من ذلك..
واسمحوا لي أن أشير هنا إلى أن مستوى الأداء الجيد نسبياً في الفترة السابقة والتطور الحاصل في جدية العمل يفرض علينا عدم الوقوف عند هذا الحد. إن الأداء الجيد مجرد منطلق للارتقاء إلى مستوى أعلى. هذا الارتقاء هدفنا جميعاً وقاسمنا المشترك الأعظم..
وفي هذا الإطار لا بد لي من التركيز على بعض المضامين المهمة في أداء المجلس..
1- التركيز على المشاركة الفعالة والحضور الدائم في الجلسات..
2- تطوير عمل اللجان مع التأكيد على أن التغيب عن اجتماعات اللجان من بعض الأعضاء هو ممارسة سلبية وعدم احترام لواجبنا ومسؤولياتنا تجاه الشعب..
3- التركيز على السلوكية في عملنا واحترام قيم العمل ومتطلبات النقاش الهادف..
4- احترام هذه المؤسسة المهمة وقوانين عملها وآلياتها وقيمها باعتبارها ممثلة لشعب عظيم. وينبغي ألا يغيب عن أي منا لحظة واحدة أنه يمثل هذا الشعب العظيم، وأنه لعمري شرف كبير لا بد لنا من الالتزام بمتطلباته جميعها..
5- التأكيد على أن علاقتنا مع السلطة التنفيذية علاقة تكاملية في الأداء، موحدة في الهدف الذي هو مصلحة الشعب والوطن. لكنها نقدية في مضمونها مع العلم أن المنهج النقدي لا يعني تصيد السلبيات، وإنما هو تشخيص جوهر القضايا، والانطلاق من هذا الجوهر نحو أداء أفضل..
6- من الضروري الاهتمام بالعلاقات مع البرلمانات والتجمعات الشعبية في وطننا العربي والعالم ونحن نعيش عصراً بدأ فيه دور الشعوب والمجتمعات يكبر على حساب دور قوى الهيمنة والرجعية..
ولا بد من أن يكون لمجلسنا حضوراً مميزاً وقوياً في هذا الإطار بما يتناسب مع إسهام وطننا الغالي في معركة القضاء على الإرهاب العالمي، إرهاب الدولة المتحالف مع إرهاب المرتزقة...
وإنني أخيراً أيها الزملاء، أذا أذكركم بهذه المسائل، لا أريد أن أتمثل دور الواعظ فما أنا إلا واحدٌ منكم ...
إنه مجرد تذكير بما تعرفونه مثلي أو أكثر مني، لكن الذكرى دائماً تنفع المؤمنين ...ونحن جميعاً لا شك مؤمنون بأهمية عملنا.. واثقون بقدرتنا على الالتزام بمهامنا على أفضل وجه..
أرجو لكم ولي عاماً من العطاء المثمر، راجياً أن تساعدوني في أداء مهمتي أنا ورفاقي في المكتب لأن الأداء أداؤنا جميعا ًوالعمل عملنا جميعاً.. لكي نصل إلى أفضل صيغ العمل المؤسساتي الجماعي في ظل أحكام الدستور والقوانين والنظام الداخلي للمجلس.
عشتم وعاشت سورية شعباً وجيشاً وقائداً.
والسلام عليكم.
دمشق في 6/6/2018
رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ