رئيس مجلس الشعب : أرجو من كل واحد منّا في هذه الدولة أن يتذكر أنه يعيش في عصر بشار الأسد، وأن يحاول اقتباس شيء من هذه الشخصية الإنسانية الشعبية الفريدة.
كلمة رئيس مجلس الشعب السيد حموده صباغ
في جلسة يوم الاثنين 19/3/2018
تحيةً إلى الســيد الرئيــس بشــار الأســد
بمناسبة زيارة سيادته إلى الخطوط الأمامية في الغوطة الشرقية
أيتها الزميلات، أيها الزملاء:
جولة السيد الرئيس في الغوطة، حدث له دلالات عدة..
منها ما هو سياسي، ومنها ما هو عسكري.. ومنها ما هو رسالة إلى العالم بكامله..
المضامين السياسية والعسكرية واضحة لكم جميعاً وأنتم تعيشون مع شعبكم تفاصيل هذه الحرب الوحشية على الوطن..
ما يهمني هنا هو المضمون المتعلق بسمات الشخصية القيادية للسيد الرئيس.. حيث سأحاول الاقتراب من معالم هذه الشخصية الفريدة مع اعترافي باستحالة الإحاطة بكل هذه المعالم..
العلاقة بين القائد وشعبه، وفي أحسن الأحوال كانت تقتصر على الالتزام السياسي للقائد بمواقف الشعب وإرادته..
مع السيد الرئيس بشار الأسد بدأت هذه العلاقة تنتقل من مرحلة (تمثيل الشعب) إلى مرحلة الاندماج الكامل بالشعب، حضوراً وتواجداً ولغة وإحساساً ومشاعر..
لم تعد مقولة أن القائد ابن الشعب مجرد افتراض..
أضحت مع الأسد حقيقة عينية مدهشة في زمن تفصل الرؤساء فيه عن شعوبهم مسافات شاسعة من الأمن والسلاح وتكنولوجيا الاتصال وتنظيف أي مكان يزوره الرئيس أمنياً قبل أيام..
سيادة الرئيس بشار الأسد أنموذج فريد من القادة..
ما أكدته جولة الأمس هو ما عرفناه عن هذا القائد الذي لا شك في أنه سيدخل التاريخ تحت عنوان: القائد الحقيقي للشعب لأنه الابن الحقيقي للشعب..
1- إن حديثه الذي أخذ مضمون البيان السياسي والذي تم تسجيله أثناء قيادته سيارته في الغوطة يؤكد هذه العلاقة الدافئة المباشرة مع الشعب. فهو لم يقرأ على الورق تحليلاً سياسياً ذا عبارات منمقة، وإنما تحدث من العقل إلى العقل، ومن القلب إلى القلب. محققاً بذلك نوعاً من التواصل المباشر من النوع التلقائي العفوي، الذي بعفويته وتلقائيته يعبر عن العاطفة والصدق..
2- إن مجرد قيادته لسيارته في مسرح حرب إرهابية يشير إلى شجاعة متميزة.. شجاعة تصل إلى حد البطولة بكل ما في هذه الكلمة من معاني..
3- إن وجوده بين المهجرين دون عازل أو فاصل لدرجة الالتصاق والتلامس يشير إلى ما هو أكثر من الشجاعة والبطولة، يشير إلى الإقدام، وهو تضحية من نوع متميز من أجل إعطاء المواطنين مثلاً رائعاً في معنى التضحية.. على الرغم من أن المهجرين قد يكون فيهم الجيد والسيء، الوطني والإرهابي..
4- إن وجوده بين جنوده العاديين وبشكل مباشر بعيداً عن اللقاءات المنظمة مع كبار الضباط وفق البروتوكول العسكري، يؤكد أن هذا القائد العام للقوات المسلحة يعتبر نفسه جندياً عادياً، ويريد أن يعزز من أهمية الجندي العادي وكرامته.. ودوره الوطني الهام.
5- إن سلوك سيادته مع الناس، كما شاهدنا أمس وكما شاهدنا قبل ذلك مرات عديدة، لا يقتصر على التواضع، لأن التواضع قد يكون في بعض الأحيان مجاملةً أو تصنعاً.. إن هذا السلوك هو من طبيعة شخصيته الفريدة، ويمكن ملاحظة هذا من تلقائيته في التعبير عن مشاعره بين الناس البسطاء..
هذا غيض من فيض السمات التي تتمتع بها شخصية السيد الرئيس. أما المضامين السياسية والعسكرية فأنتم تعرفونها..
لكن ربما أهم درس لنا نحن في مجلس الشعب وفي الدولة وفي الإدارات هو أن نقتدي بهذه الشخصية.. لقد رأيتم حتى سيارته لم تكن محاطة بأحد وهو يقودها في ساحة الأمويين وشوارع دمشق المزدحمة..
أرجو من كل واحد منّا في هذه الدولة أن يتذكر أنه يعيش في عصر بشار الأسد، وأن يحاول اقتباس شيء من هذه الشخصية الإنسانية الشعبية الفريدة.
دمشق في 19/3/2018
رئيـس مجلـس الشـعب
حموده صـباغ