www.parliament.gov.sy
الأربعاء, 29 تشرين الثاني, 2017


رئيس مجلس الشعب : أولوياتنا القضاء على الارهاب وإرساء المصالحة الوطنية

أكد رئيس مجلس الشعب حموده صباغ أن الأولوية الآن في سورية تتجه نحو استكمال القضاء على ما تبقى من مجموعات إرهابية وتوسيع دائرة المصالحة الوطنية وعودة الأهالي إلى الأراضي التي هجروا منها والبدء بورشة إعادة إعمار كبرى لبناء سورية.
وأضاف خلال لقائه اليوم وفد مجلس اللوردات البريطاني والكنيسة الإنكليكانية الذي يزور سورية حالياً، إن الحرب التي تشن ضد سورية منذ سبع سنوات جرى التدبير والتخطيط لها في الخارج وبدأ تنفيذها من خلال حرب إعلامية استخدمت فيها محطات وسائل إعلام عربية وغربية كل أساليب التضليل والخداع وتشويه الحقائق في سورية.
ولفت رئيس مجلس الشعب إلى أن صمود السوريين جيشاً وشعباً وحكومة خلال السنوات السبع الماضية كان التحدي الأكبر الذي واجهوه وقدموه كرسالة للعالم، مبيناً أن هذا الصمود أثمر عن توجه السوريين نحو أن يعيشوا حياتهم على طبيعتها وأن يواصلوا الذهاب إلى مدارسهم وأعمالهم وجامعاتهم ومساجدهم وكنائسهم على الرغم من كل قذائف الارهاب.
وأشار إلى أن سورية قد خسرت في الحرب شهداء وجرحى وبنى تحتية ومعامل ومصانع وخبرات إلا أن الشعب السوري استمر بالحياة وبقيت سورية تنبض بالحركة ليل نهار.
وأوضح السيد حموده صباغ أن سورية بدأت حالياً مرحلة التعافي ودعا أعضاء وفد البريطاني إلى نقل الصورة الحقيقية لكل ما شاهدوه في سورية بحيادية تامة، ولما يمثله ذلك من مساهمة في إعادة الأمان والاستقرار إلى سورية.
وأوضح رئيس المجلس أن تضحيات جيشنا وصمود شعبنا وحكمة القائد بشار الأسد انتصرت على كل المخططات الإرهابية وها هي سورية الآن على أبواب النصر الكبير، موضحاً للوفد أن سورية بلد المؤسسات ولديها دستور عصري ينظم الحياة السياسية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وعبر السيد حموده صباغ عن تقديره لزيارة وفد مجلس اللوردات، وخاصة أن العديد من أفراده قد زاروا سورية مرات عديدة، وأنه يزور سورية في هذه المرحلة المتمثلة باقتراب القضاء على الإرهاب، إضافة إلى مواقف العديد من البرلمانيين البريطانيين المعارضة لسياسة الحكومة البريطانية تجاه سورية، مشدداً على أن مستقبل سورية هو بيد السوريين وعلى الرغم من كل المحاولات لتعطيل هذا المسار.

بدورها، رئيسة الوفد البارونة كارولاين كوكس أكدت أن هدف زيارة الوفد إلى سورية هو نقل رسالة واضحة من الشعب والبرلمان والحكومة في سورية إلى مجلس اللوردات البريطاني وإلى الحكومة البريطانية بهدف العمل على تغيير السياسة المعادية لبريطانيا تجاه سورية، مضيفة أنها قدمت العديد من المرافعات داخل مجلس اللوردات المطالبة بتغيير سياسة لندن تجاه دمشق، ومن ضمنها وقف المساعدات المالية التي تزعم الحكومة البريطانية أنها مساعدات للشعب السوري في حين أنها مساعدات للمجموعات الارهابية المسلحة .
وأعربت البارونة كوكس عن سعادتها لزيارة سورية مرة جديدة، وعن ألمها لما شاهدته من معاناة ودمار، مثمنة الصمود الكبير للشعب والجيش السوري بوجه الإرهاب وقالت: "كنتم خط الدفاع الأول عن الحريات العامة وحرية الاعتقاد في المنطقة والعالم وقدمتم ثمناً باهظاً من دمائكم ومؤسساتكم" ولفتت إلى عظمة الحضارة السورية وتأثيرها على العالم.
بدوره، عضو الوفد، اللورد ريموند هيلتون أكد أن مواقفه كانت ضد سياسة الحكومة البريطانية تجاه سورية وقد انتقد الحكومة مرات عديدة داخل مجلس اللوردات ودعاها إلى تغيير سياستها، داعياً إلى تبادل الزيارات بين مجلس اللوردات ومجلس الشعب دفع للعلاقات البرلمانية.
من جانبه، رئيس أساقفة كانتربيري الأسبق، اللورد كاري كليفتون أكد على عمق الروابط التاريخية والشعبية والحضارية التي تربط بين سورية وبريطانيا، موضحاً أن غالبية البريطانيين قد توصلوا أخيراً إلى حقيقية أن ما يجري في سورية كان مخططاً له وأن تغيير النظام ليس هو الهدف الحقيقي، وكنا جميعنا على خطأ 100% مضيفا أن هدفنا اليوم يكمن في تقديم المساعدة للشعب السوري في الخروج من الازمة ووقف الحرب وإعادة البناء والإعمار وقال: "صحيح أننا جماعة صغيرة لكننا جماعة مؤثرة ولدينا صوت عالي، سنوصله من خلاله نقل الصورة الحقيقة عن الشعب السوري ومحاربته للإرهاب ومواقفه المحقة والعادلة".
بدوره، الأب أندرو آشدون أكد أن لديه وعائلته وأطفاله ولع كبير بسورية وقد زارها عشرات المرات قبل الحرب وخلالها وكان من بينها تسع زيارات خلال السنوات الثلاث الأخيرة وأنه كان في حلب لحظة تحريرها وقد نقل الصورة الحقيقية لممارسات المجموعات الإرهابية إلى بريطانيا والعالم.
وأضاف أنه قد زار كل المحافظات السورية والتقى العديد من السوريين المتمسكين بوحدة بلدهم، مؤكداً أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله بنفسه.
وأعرب عن استعداده لتقديم أي مساعدة ممكنة لسورية على مستوى الحكومة والبرلمان تجاه أولوياتها للمرحلة القادمة.
من جانبه أكد السيد نائب رئيس مجلس الشعب نجدة أنزور أن الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها بريطانيا أثبتت المقولة التي نبهت إليها سورية مع بدء الحرب وهي أن دعم الحكومات الغربية للمجموعات الإرهابية سوف تجعل الإرهاب يرتد إليها داخل دولها، داعياً الحكومة البريطانية إلى أن تعيد النظر في سياستها تجاه سورية وأن ترفع العقوبات الاقتصادية اللاإنسانية المفروضة على الشعب السوري وأن تعيد مستوى العلاقات بين البلدين كما كان قبل الحرب.
بدورهم، طالب أمين سر ومراقب وأعضاء مجلس الشعب ممن حضروا الجلسة مع الوفد البريطاني بضرورة الضغط على حكومتهم من أجل وقف دعم الارهاب وعدم عرقلة الحل السياسي والامتناع عن فرض العقوبات والاجراءات أحادية الجانب التي كان تأثيرها على الشعب أولاً والامتناع عن التدخل من الدول الخارجية بشؤون سورية الداخلية.

حضر اللقاء أيضاً السيدة أيلين كاري ، والأب ديفيد توماس السيد سامويل ماسون السيدة نسرين شريفي والسيد منذر نزها والسيدة سارة شمه والمطران متى الخوري النائب البطريركي بدمشق.
وحضره عن مجلس الشعب كل من رامي صالح أمين سر المجلس وعاطف الزيبق وسناء ابو زيد مقرري المجلس وبطرس مرجانه رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية والمغتربين وأعضاء المجلس فادية ديب وريمون هلال ونورة أريسيان وطريف قوطرش ورياض طاووز وجمال أبو سمره .
وفي نهاية اللقاء جال الوفد البريطاني على قبة مجلس الشعب وقاعة الشهداء وقدم له السادة الاعضاء عرضاً تاريخياً لعمل المؤسسة التشريعية السورية خلال مئة عام.