www.parliament.gov.sy
الاثنين, 29 أيار, 2017


التاسع والعشرون من أيار... ملحمة تضحية وفخار

يمثل 29 أيار يوما مجيدا وخالدا في تاريخ سورية، وتفتخر به الأجيال على مر العصور، حيث ضربت ثلة من رجال قوى الأمن الداخلي من حامية البرلمان السوري أروع المثل في الفداء والتضحية وانكار الذات،‏

بعدما استشهدوا بنيران المحتل الفرنسي لرفضهم أداء تحية العلم للمحتل عام 1945، فكانت دماؤهم منارة ألهبت المقاومة والكفاح، وحققت الحرية والاستقلال.‏‏

ففي التاسع والعشرين من أيار عام 1945 تعرض البرلمان السوري لوابل من نيران المستعمر الفرنسي عندما رفضت حاميته انزال العلم السوري وتحية العلم الفرنسي، حيث قام المستعمر برمي البرلمان بقذائف الطائرات وصوبوا نيران بنادقهم على صدور حاميته فاستشهد خلالها ٢٨ شهيداً. وإثر هذه المجزرة الوحشية صوت مجلس الأمن على انسحاب قوات الاحتلال ومن مختلف الجنسيات من الأراضي السورية واللبنانية وأصبحت كل منهما دولة مستقلة معترفاً بهما في منظمة الأمم المتحدة.‏‏

وتعيد ذكرى 29 أيار التأكيد على أن فرنسا كغيرها من الدول الاستعمارية التي لا تقيم وزناً للشعوب ولا تدرك ما يمثله البرلمان السوري لدى السوريين حيث تجاوزت كل القوانين والأعراف الدولية باعتدائها الغاشم على البرلمان وحاميته، وهي تشبه اليوم ماتقوم به فرنسا من دعم للعصابات الإرهابية المسلحة، و تحاكي بجرائمها تلك الاحتلال الصهيوني في ممارساته العدوانية والإجرامية.‏‏

ذكرى «شهداء البرلمان» ستبقى ذكرى عطرة ومفخرة في عقول وأقلام السوريين وهي تتجسد اليوم في كل بقعة من الأرض السورية جنباً إلى جنب مع قواتنا المسلحة الباسلة في تصديها للعصابات الإرهابية المسلحة والتي تستخدمها الدول الاستعمارية وأتباعها كأدوات رخيصة في محاولة النيل من وحدة وسيادة سورية، العصية دوما على كل الغزاة، وتتناسى تلك الدول أن الأبطال الذين هزموا المستعمر الفرنسي سيهزمون قوى الإرهاب والتكفير وينتصرون لوطنهم وشعبهم بفضل تلاحم الشعب والجيش والقيادة.‏‏

تجارب السوريين عبر تاريخ نضالهم الطويل أثبتت أن الاستعمار بمختلف أشكاله وأنواعه ومهما كانت أدواته وعناصره وعتاده وأشخاصه فإنه إلى زوال، ولا يمكنه قهر إرادة الشعوب وسلبها حقوقها وكرامتها.. وفي هذه الذكرى كل التحية والاجلال والإكبار لشهداء 29 أيار عام 1945 ولشهداء الجيش العربي السوري، ولكافة الشهداء الذين دافعوا عن تراب هذا الوطن وصون سيادته .‏‏