www.parliament.gov.sy
الأربعاء, 17 حزيران, 2015


أعضاء في مجلس الشعب يسألون الفريق الحكومي: هل أنتم راضون عن أنفسكم؟

برز خلال الدورة العادية العاشرة الحالية من الدور التشريعي الأول لمجلس الشعب موضوع التعاون وتكامل الأدوار بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية لخدمة الوطن والمواطن، سواء ما يتعلق بمناقشة مشاريع القوانين التي تم إقرارها أو ما يتعلق بعمل الوزارات وخططها المستقبلية والعاجلة للتعامل مع تداعيات الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من 4 سنوات وتلقي بظلالها السلبية على حياة المواطن ومعيشته اليومية.
لكن التعاطي بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والتفاعل البناء في اقتراح مشاريع القوانين ومناقشتها وعرض المشكلات الخدمية والمعيشية للمواطنين وطرح الحلول لها ولما تحقق من إقرار للعديد من القوانين، التي تشكل قاعدة للتغيير السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد يدعو للارتياح مع ما يشكله ذلك من توسيع المشاركة الشعبية في صنع القرار وفي الحياة السياسية في البلاد.

ارتقاء الأداء الحكومي

ويؤكد عضو مجلس الشعب أنس الشامي  أن أعضاء المجلس يطالبون الحكومة بارتقاء الأداء إلى مستوى الأزمة ليكون موازياً لحجم الشهداء وآلام المواطن السوري، والعنوان العريض لمداخلات الأعضاء وتساؤلاتهم في هذه الدورة  لأعضاء الحكومة وهو “هل أنتم راضون عن أنفسكم”؟

أعمال تشاركية

ويضيف الشامي: ونحن نؤكد أيضاً  مع الحكومة على ضرورة رصّ الصفوف لمواجهة التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و«جبهة النصرة».
والأعمال التي تتشارك فيها السلطتان يوضحها  الشامي بمايلي: يمكن للحكومة دعوة البرلمان للانعقاد في دورة استثنائية.
أما البرلمان فيشارك في الوظيفة التنفيذية عن طريق الموافقة على الميزانية السنوية المعدة من طرف الحكومة، كما يشارك في مجال العلاقات الخارجية والدبلوماسية، والتصديق على المعاهدات وإعلان حالة الحرب.
ويضيف الشامي: إلى جانب التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في النظام البرلماني، هناك توازن بينهما قائم على أساس تبادل الضغط و أساليب التأثير، و من هنا يتسنى للبرلمان ممارسة الرقابة على الحكومة، عبر توجيه الأسئلة للوزراء، و تشكيل لجان للتحقيق، وسحب الثقة من الحكومة وإسقاطها.
وتملك الحكومة أساليب للتأثير في البرلمان حيث يمكنها  أن تطلب من البرلمان التصويت بالثقة على برنامجها أو على مسألة معينة من أجل مواصلة قيامها بمهامها.

نشاط تشريعي

وعن تقييم أداء المجلس يصف عضو مجلس الشعب مجيب الدندن العمل التشريعي بالنشيط جداً خلال السنوات الثلاث الماضية حيث تم إقرار العديد من القوانين والتشريعات التي تؤسس لقاعدة تشريعية متطورة في سورية تساعد في تطوير منظومة العمل التنفيذي الذي تقوم به الحكومة على مستوى الوزارات والمؤسسات الخدمية وغيرها وقال: “نطمح إلى مزيد من العمل التشريعي بما يواكب متطلبات العصر والمرحلة التي تعيشها البلاد”.
ويرى الدندن  ضرورة تطوير أساليب العمل الوطني الاجتماعي والإنساني لمجلس الشعب وأعضائه بشكل يزيد من قدرة المؤسسة التشريعية على التواصل الدائم مع المواطنين في كل مواقع العمل ومعرفة همومهم ومشكلاتهم وتطوير عمل لجنة المصالحة الوطنية التي تعمل مع الجهات المعنية على المستوى الرسمي والأهلي من أجل لم الشمل وبلسمة الجراح وإطلاق الحوار بين أبناء الوطن بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم السياسية وتشجيعهم على الانخراط في الحوار الوطني من أجل سورية المستقبل التي تحتضن جميع أبنائها.

العمل الرقابي

ويقول عضو مجلس الشعب جمال رابعة : إن الشراكة التي نعمل بها مع السلطة التنفيذية في مجال العمل الرقابي هي إطار عمل جيد ينبغي تطويره والاستفادة من تجربة السنوات الأربع الماضية لتجاوز العقبات وإيجاد الحلول الممكنة للقضايا التي تؤثر في حياة المواطن، وتالياً تعزيز صمود السوريين، مؤكداً أن ما كان يخطط له أعداء سورية فشل والأيام القادمة ستثبت ذلك وأن الحرب الإرهابية الدولية في طريقها إلى الاندحار، رغم التصعيد وزيادة التسليح والتمويل وتمرير المرتزقة التكفيريين إلى سورية بفضل بطولات الجيش العربي السوري الذي يحقق نجاحات باهرة في قهر الإرهاب بمختلف ساحات القتال.

مواجهة الفكر الإرهابي

ولفت عضو المجلس عامر قباني لأهمية  دور أعضاء مجلس الشعب في تفعيل الجهود البرلمانية على المستوى الوطني والإقليمي والدولي وحشدها لمواجهة الفكر الإرهابي الوهابي المتطرف دفاعاً عن الدولة السورية وثوابتها ومدنيتها، إضافة إلى دور اللجان المنبثقة عن المجلس في متابعة ورصد الخلل والتقصير الحكومي إن وجد وتصويبه، ودور لجنة المصالحة الوطنية في ترسيخ الوحدة الوطنية والعيش المشترك وإنجاز مصالحات في المحافظات السورية.

دولة مؤسسات

وعن أهمية تكاملية الأدوار بين المؤسستين التشريعية والتنفيذية للارتقاء بالمستوى المعيشي والخدمي للمواطن رأى عضو مجلس الشعب أكرم هواش  أنه رغم  ما تتعرض له سورية  من تحديات لكنها  بقيت متماسكة لأنها دولة مؤسسات تعمل بانسيابية وتكاملية وتؤدي أدوارها الوطنية بتوجيه وإشراف مباشر من قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد.
وقال هواش منوهاً بتضحيات وبطولات الجيش: تدخل الحرب على سورية عامها الخامس ورغم الآلام ومشاهد الدم والدمار يتمسك السوريون بالتفاؤل والصمود لتحقيق غد أفضل من خلال إرادة الحياة لديهم وثقتهم اللامحدودة بالجيش العربي السوري صانع الانتصار وساحق الإرهاب” مؤكداً أن الجيش يسطر أروع ملاحم البطولة والفداء.

تحريك الحوار والنقاشات

ويرى عضو مجلس الشعب زهير طراف أن وجود لجان و أحزاب جديدة في المجلس وتشكيل المعارضة الوطنية كان له أثره الإيجابي في تحريك الحوار و النقاشات من وجوه عدة ما جعل المجلس يواصل عمله ومهامه التشريعية والرقابية والاجتماعية عبر لجانه الدائمة ومن خلال استمرار تواصل أعضاء المجلس في المحافظات مع المواطنين للاطلاع على همومهم ومشكلاتهم وكذلك من خلال لجنة المصالحة الوطنية التي تعمل مع الجهات المعنية على المستويين الرسمي والأهلي على هذا الملف الوطني الاجتماعي والإنساني المهم، وعبر المبادرات الفردية والجماعية لأعضاء المجلس في مختلف المحافظات من أجل تشجيع أبناء الوطن على الانخراط في حوار وطني من أجل سورية المستقبل.

تحقيق العدالة الاجتماعية

إن ممارسة مجلس الشعب لمهامه التشريعية و الرقابية بقدر معقول من الجدية و المتابعة من أجل مصلحة الوطن والمواطن و القيام بتوجيه النقد لمواقع الخلل والتقصير و اقتراح الحلول وتقديم الأفكار ونقل صوت المواطنين إلى السلطة التنفيذية شكل عاملاً رئيساً في دعم صمود المواطن والتشارك مع الحكومة في اقتراح الحلول المناسبة وإيجاد البدائل الكفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتلبية حاجات المواطنين الأساسية من خلال الاعتماد على القدرات الذاتية ومضاعفة الجهود والمتابعة الميدانية.
وهذا يشير إلى أن مجلس الشعب يعمل على تطوير عمله التشريعي على قاعدة مؤسساتية وقد حقق خطوات جيدة في ذلك إلا أننا لم نصل إلى مستوى الطموح ولاسيما في ظل الظروف الراهنة.

موقع مجلس الشعب نقلاً عن صفحة صوت الشعب

جريدة تشرين – يسرى المصري