www.parliament.gov.sy
الأحد, 26 نيسان, 2015


ماريا سعادة الحياة في سورية مستمرة رغم الآلام والجراح والتضحيات الكبيرة التي قدمها ويقدمها الشعب السوري

زار اليوم أعضاء وفد دعاة السلام المشارك في فعاليات المؤتمر الدولي “سورية إلى إعادة البناء” بلدة معلولا بريف دمشق واطلعوا على أعمال التخريب التي لحقت بالكنائس والأماكن الأثرية والبلدة القديمة جراء الارهاب.


وأعرب أعضاء الوفد عن أسفهم لما شاهدوه من اثار دمار ونهب وسلب في كنيستي دير مار تقلا ومار سركيس وباخوس ومنازل المواطنين بمعلولا جراء اجرام التنظيمات الإرهابية مستنكرين هذه الاعمال التي وصفوها بـ “الوحشية وغير الإنسانية” وخاصة سرقة الأيقونات الدينية من دير مارتقلا بهدف طمس المعالم الاثرية لحضارة المنطقة.

وأكد الأعضاء ضرورة ان تتحمل دول العالم المسؤولية تجاه ما تتعرض له سورية وارث الحضارة البشرية فيها بسبب الأعمال الإرهابية مطالبين الدول الداعمة والراعية للتنظيمات الإرهابية بوقف دعمها لهذه التنظيمات وترك الشعب السوري يقرر مصيره.


وقالت عضو الوفد المحامية نيلو فر من الهند أن مهمة الوفد دعم نجاحات الجيش السوري على مختلف الجبهات والتأكيد على الوقوف الى جانب الشعب السوري في محنته والذي بقدر ما يكون متحدا يكون أقوى في وجه الإرهاب.

بدورها أوضحت المنسقة الإعلامية للوفد كوثر البشراوي ان هذه الزيارة تاتي استكمالا لزيارة الوفد في العام الماضي للاطلاع على حقيقة ما يتعرض له الشعب السوري وان الجيش العربي السوري وحده من سيحقق النصر الى جانب الصمود السياسي والشعبي للدولة السورية.

وقالت في الوقت الذي يحرم على فئات من المسلمين الحج الى مكة فإن المقدسات التي رويت بدماء الشهداء في بلاد الشام أولى بالحج لان بلاد الشام هي رحم القداسة وموطن النبؤات.


وأضافت مع الذكرى المئوية لإبادة الأرمن يتعرض السوريون لمجازر اشنع وافظع من قبل تنظيم داعش الارهابي ومن والاهم داعية السوريين بمختلف اطيافهم الى التكاتف والدفاع عن كرامتهم وحقهم في الحياة مهما كبرت التحديات.

من جانبه أكد المعاون البطريركي للروم الأرثوذكس في سورية المطران لوقا الخوري أن المسيحيين متجذرون في وطنهم سورية ولن يستطيع أحد أن يدفعهم للهجرة منها فمنها انطلق نور المسيحية إلى العالم أجمع لافتا الى ان المؤامرة التي تتعرض لها سورية تستهدف المنطقة برمتها.


وشدد المطران الخوري على أن ثقافة التكفير والقتل دخيلة على بلادنا وان القتلة جاؤوا الى وطننا بقصد تدمير كل شيء ذي قيمة انسانية وحضارية واثرية داعيا أعضاء الوفد لنقل صورة ما تعيشه الأسرة السورية الواحدة إلى بلدانهم وشعوبهم ليدحضوا بها أكاذيب الإعلام.

وبين الخوري أن سورية تجمعها الكنائس والجوامع جنبا إلى جنب وان المسلمين والمسيحيين يعيشون فيها كإخوة متساوين في الحقوق والواجبات.


من جهته قدم رئيس مجلس بلدية معلولا المحامي ناجي وهبة عرضا لحجم الدمار والتخريب الذي لحق بمعالم البلدة الأثرية ومنازل المواطنين والكنائس والجهود المبذولة بالتنسيق مع المحافظة والجهات الأخرى لتامين البنى التحتية للعائلات التي عادت الى منازلها مشيرا إلى ان هناك لجنة تعمل على إعادة تأهيل البلدة القديمة.

وأوضح أن العمل جار لتأمين عودة كل الأهالي للبلدة إضافة الى إطلاق مشروعات خدمية لتعود الحياة الطبيعية إلى معلولا.


وقدمت مجموعة من أطفال مدارس معلولا في ساحة الدير أغاني باللغة الأرامية تمجد الوطن والدفاع عنه والتمسك بالأرض.

كما شارك الوفد خلال زيارته لدير سيدة صيدنايا في بلدة صيدنايا بريف دمشق بحفل تكريم شهداء البلدة الذين قضوا جراء القذائف الصاروخية التي أطلقها الإرهابيون عليها ثم قدم كورال “مدرسة ميتم دير صيدنايا” أناشيد وطنية على وقع عزف لفرقة مراسم الدير في ساحة الكنيسة اضافة الى تقديم فقرة شعر زجل للطالب جورج خبازة.


وفي كلمة لها عقب انتهاء التكريم أكدت عضو مجلس الشعب الدكتورة ماريا سعادة أن الحياة في سورية مستمرة رغم الآلام والجراح والتضحيات الكبيرة التي قدمها ويقدمها الشعب السوري الذي اثبت منذ بداية الأزمة انتماءه لوطنه وإصراره على بناء سورية المستقبل منوهة بجهود الجهات والفعاليات الدينية والاجتماعية والثقافية في صيدنايا لتنظيم التكريم.

وتأتي زيارة وفد دعاة السلام لبلدتي معلولا وصيدنايا في إطار الفعاليات المرافقة للمؤتمر الدولي “سورية إلى إعادة البناء” الذي تقيمه جامعة دمشق على مدرجها ويختتم أعماله يوم غد.