د.صفوان قربي ضيف الوطن السورية
رأى عضو مجلس الشعب عن محافظة إدلب، صفوان قربي، أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان قدم تنازلات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن الوضع في المحافظة، لأنه حالياً «في قمة الحرج السياسي»، وأن هذا النظام «قد يقدم شيئاً جديدا»، لإنهاء الوجود الإرهابي في إدلب.
وفي تصريح لـ«الوطن»، قال قربي: «روسيا ما زالت تعمل على ضبط الأداء التركي ما أمكن ضبطه، رغم أنه متفلت وغير قابل للضبط»، وأضاف: «بنفس الوقت التركي مراوغ بامتياز، والكل يعلم أنه هو من يدير كل تفاصيل الحالة الإرهابية بإدلب».
ووصف قربي موقف أردوغان حالياً بأنه «في قمة الحرج السياسي»، لافتاً إلى أن «هناك حالة غليان في ريف إدلب»، تؤكدها عمليات حرق صوره هناك وهجوم الناس على القوافل التركية، وتحميل قادة التنظيمات الإرهابية مسؤولية ما يجري في المحافظة له.
وبالترافق مع التقدم الكبير للجيش العربي السوري في إدلب زار أردوغان روسيا الثلاثاء الماضي وأجرى مباحثات مع الرئيس بوتين، ركزت على الوضع في إدلب، تبعها يوم الجمعة إعلان دمشق وموسكو عن وقف لإطلاق النار في المحافظة بدءاً من صباح السبت الماضي.
وقال قربي: «حتما الرئيس التركي قدم تنازلات كثيرة في اللقاء وهو لقاء كان على عجل لمحاولة تخفيف نار الجيش العربي السوري التي انطلقت وحررت أماكن عملياً كانوا يتوقعون أنها تحتاج إلى أشهر لتحريرها ولكن الجيش حررها بأيام».
وأشار إلى أن أردوغان سبق أن قدم وعوداً كثيرة لفصل المجموعات الإرهابية و«هذه الوعود كانت غير صحيحة»، معتبراً أن ما حصل خلال لقاء بوتين أردوغان هو «إعطاء فرصة» للأخير.
ولفت قربي إلى أن «الأداء الأمني معظمه تركي في الشمال، ووجدنا بعض العمليات الأمنية والعسكرية الكثيرة»، مشيراً إلى «استهداف قادة الفصائل من الصف الأول وإخراج الصف الثاني والثالث إلى الواجهة على أمل أن يكونوا أكثر إطاعة للأوامر التركية».
كما أشار إلى الهجوم الكبير الذي قامت به طائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا على ريف إدلب، معتبراً أن «هذا الأمر لا يمكن أن يكون من دون تنسيق أقله تركي أميركي وأكثره قد يكون تركياً روسياً أميركياً».
ولفت إلى أننا «نشهد بدايات تفهم لضرورة» ما قاله الرئيس الروسي لأردوغان حول ضرورة «إدارة الوجود الإرهابي في محافظة إدلب»، متمنياً أن «نصل إلى هذا الموضوع».
وبعدما أوضح قربي، أن «الكل يرغب بالتهدئة ونحن مستعدون»، توقع ألا تطول هذه التهدئة على غرار سابقاتها «ومستعدون لهذه المرحلة».
واعتبر أنه، إذا التزمت تركيا بفتح الطريقين إم 4 وإم 5، وإبعاد «الفصائل»، فإن هذا الأمر سيكون «إجراء جيداً»، مشيراً إلى نشاط كبير للقوات التركية على الأوتستراد الدولي حلب -دمشق، وأوتستراد حلب – اللاذقية، وذلك للبحث عن نقاط مراقبة هناك وهذا الأمر «يحمل مؤشرات على أن تركيا قد تقدم شيئاً جديداً رغم تقصيرها السابق، وإن لم يتم «فتح الطريقين» فإن القوة النارية السورية الضاربة جاهزة» وخاصة في ظل هذا الانهيار الكبير للمجموعات الإرهابية.
واستبعد قربي ما تحدثت عنه تقارير إعلامية معارضة عن أن ميليشيات موالية لأردوغان ستنتشر في أماكن سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي الذي تحدثت التقارير عن الاتفاق على حله.
ورأى، أن ما يجري هو «سياسة «تقوم على» حصر هذه المجموعات إلى داخل محافظة إدلب باتجاه الحدود التركية والتضييق عليها، وقال «عملياً إن تم فتح الطريقين فإن ذلك يعني أن نحو 40 بالمئة من جغرافية محافظة إدلب عادت بشكل طبيعي إلى الدولة السورية وبهدوء، ولا أظن أن هذا الموضوع يخجلنا بالعكس يسعدنا».
ولفت قربي إلى أنه وإن تم التوافق ستبقى يد الجيش طليقة في أماكن أخرى، مرجحا توجيه الجيش لعملياته العسكرية نحو ريف حلب لتنظيفه من الإرهابيين الذين يستهدفون المدينة بالقذائف بشكل جنوني.
وقال: «هناك مجموعات إرهابية يجمع الجميع بما فيهم التركي على ضرورة التخلص منها»، لافتا إلى أنه «ربما نشهد حل «هيئة تحرير الشام- النصرة» قريباً، وإعداد ديكور جديد لخريطة التنظيمات الإرهابية بمسميات جديدة ولكن يبقى هناك قسم من هذه المجموعات قيد الاستثمار التركي إلى أجل إلى أن تنتهي الفعالية».
ولفت قربي إلى أن الأداء التركي يعتمد على هذه الرافعة الإرهابية، لذلك مازال الاستثمار بهم جارياً إلى أن تحصل التوافقات الكبرى، مشيراً إلى أن هذه التوافقات جرى العمل عليها ولم تعلن «وأظن أن ما يجري حالياً في محافظة إدلب جرى التوافق عليه على مستوى كبير وينفذ بهدوء وصمت ودون إعلام».
وحول مصير هؤلاء الإرهابيين، لفت قربي إلى أن «الترحيل الناعم والهادئ إلى مواقع أخرى هو ما يجري حاليا»، مشيراً إلى أن «كثيرا من الجنسيات الغربية سحبت إرهابييها بهدوء بالتعاون بين مخابراتها الغربية والمخابرات التركية، لكن هناك قسماً لا أحد يرغب بهم والكل سيكون سعيداً بإفنائهم هنا، لأنهم خطر على الجميع أينما حلوا».
وفيما يتعلق بمصير الميليشيات الموالية لأردوغان في ظل إصرار الدولة السورية على استعادة كل المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون والميليشيات المسلحة، وصف قربي تلك الميليشيات بأنها «هشة وضعيفة وهي قابلة للتفكيك بسهولة»، معتبرا أن «المعضلة الأكبر هي التنظيمات المغرقة بالتطرف وخاصة الحزب التركستاني الإسلامي والإيغور و«النصرة»، ويتوقع أن يكون هناك شيء جديد فيما يخص الإيغور حالما تهدأ الأجواء فيما يخص ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي».