مهند الحاج علي ضيف وكالة (أرنا)
أكد النائب في مجلس الشعب السوري "مهند الحاج علي" : نعلم أن الاعتداءات الاسرائيلية تأتي عقب كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري على الارهابيين ولكن اذا بدأت "اسرائيل" حرب شاملة، ففي جعبتنا الكثير من المفاجئات التي ستدفع الاسرائيليين الى الهروب من فلسطين المحتلة نحو اوروبا.
وأضاف مهند في مقابلة اجرتها معه مراسلة ارنا: تأتي هذه الاعتداءات كنوع من رفع المعنويات للجماعات الارهابية المسلحة، لذلك دائما يكون الرد بضرب المزيد من البؤر الارهابية في الداخل السوري وقطع ايدي اسرائيل في عمق سورية.
كما يجب ان لا نغفل ان سورية قد غيرت قواعد الاشتباك العسكري مع الكيان الصهيوني التي كانت سائدة منذ عام ١٩٧٤ حتى تاريخ اسقاط الطائرة الاسرائيلة من نوع f16 حيث لم تعد الطائرات الاسرائيلية تجرء على دخول الاجواء السورية وكل الصواريخ التي تطلق علينا يتم اسقاط معظمها وبالتالي العدوان لا يحقق غايته .
علاقتنا مع ايران غير مطروحة في سوق البازار السياسي
وحول العلاقات بين ايران و سوريا اوضح مهند: لا اعتقد ان كلمة علاقات او مصالح مشتركة ممكن ان تكون معبرة عن الترابط الشعبي والقيادي السوري الايراني. فسورية كانت الداعم الاول لايران ابان الثورة الاسلامية المباركة ، كذلك ايران كانت الداعم الاساسي لسورية، لدى الشعبين وحدة مصير، فكلاهما قد وضع القضية الفلسطينية وتحرير المقدسات نصب عينيه، و هما الداعمان الاساسيان للمقاومة في لبنان، وكلاهما الان يعاني من الحصار الجائر التي تفرضه الغطرسة الامريكية، لتغيير هذه الثوابت التي يؤمن بها الشعان والقيادتان.
وتواجد المستشاريين الايرانيين على الاراضي السورية جاء نتيجة طلب رسمي من الحكومة السورية الشرعية بناء على المعاهدات بين الطرفيين منذ عقود.
وعلاقتنا مع ايران هي استراتيجية وغير مطروحة في سوق البازار السياسي ابدا، وكان هذا الموقف واضح منذ عام ٢٠٠٤ ، عندما طرد الرئيس بشار الاسد وزير الخارجية الامريكي كولن باول لانه طلب من سورية قطع علاقتها مع ايران وحزب الله. وسيكون هذا الحلف حلف المقاومة هو المنتصر .
ترامب لابد من الذهاب الى المفاوضات ولكن بشروط ايرانية
وتعليقا على تصعيد التوتر بين امريكا و ايران وحلول خفض التوتر بينهما قال: انا اعتقد ان الفرصة ممكنة لخفض التوتر وذلك بسبب عدة عوامل. اولا انسحاب ترامب من الاتفاقية جاء نتيجة انه يريد نسف كل ما تم بناؤه في عهد ادارة اوباما، ثانيا يريد اتفاق جديد يدخل فيه البرنامج الصاروخي الايراني تحت المراقبة، رغم ان ايران اوفت بكل التزاماتها امام المجتمع الدولي في الاتفاق النووي، لذلك هو الان يفرض حصارا خانقا على الشعب الايراني لتغيير ثوابته.
وانا اعتقد ان وضع ترامب الان امام الصمود الايراني في هذا الملف محرج للغاية وخاصة انه مقبل على انتخابات نصفية تجديدية، وما يعانيه من مشاكل داخلية ، بالاضافة الى المحاولات الاوروبية البائسة للحفاظ على الاتفاق ولو من الناحية الشكلية، وفوق كل هذا ، الغرب يعلم تمانا قدرات ايران العسكرية وان اي حرب مقبلة لتغيير مواقفها ستكون عبارة عن حرب عالمية شاملة تؤدي لانهاء الكيان الصهيوني. لذلك لا يوجد امام ترامب الا الذهاب الى مفاوضات ولكن بشروط ايرانية تحفظ مكانتها وسيادتها .
وفی جانب اخر من المقابلة اشار النائب السوري الى اجتماع استانة ١٣ وقال اظن انه يكون بمثابة الفرصة الأخيرة للاتراك والا امام سورية كل الحلول التي يكفلها ميثاق الامم المتحدة ومنها الكفاح المسلح من اجل تحرير ارضها من اي محتل سواء اكان تركيا او ارهابيا او امريكيا.
واضاف "انا اتوقع ان نظام العدالة والتنمية في تركية وخاصة بعد الهزات السياسية التي تعرض لها في انتخابات البلديات الماضية في تركيا ، لن يتحمل ابدا كلفة الحرب مع سورية وسيؤدي لسقوطه وتابع بالقول ان تركيا بلد محتل لاجزاء واسعة من الاراضي السورية والكل يعلم الدور التركي في العدوان على سورية ، فقد دربت ومولت وفتحت حدودها امانا الجماعات الارهابية المسلحة ، وكانت الدولة السورية عبر الوسيط الروسي تعمل وفق الخلول السياسية والديبلوماسية عبرة منصة الاستانة من اجل اجبار الاتراك على الالتزام بوعودهم ، كونهم طرف ضامن للجماعات الارهابية".
وحول مواقف الدول العربية تجاه سوريا اوضح النائب مهند: طبعا بعد الانتصار الساحق الذي حققه الجيش العربي السوري في غوطة دمشق وحصر الارهابيين في ادلب، والتصريح الكاذب الذي اطلقه الرئيس ترامب فيما يخص رغبته بالانسحاب من سورية والمنطقة، هرولت العديد من العواصم العربية لدمشق من اجل اعادة العلاقات مع سورية، وقد فتحت سفارة الامارات المتحدة منذ فترة .
والسبب الاساسي في ذلك الى صمود الشعب السوري بالاضافة انه في حال خرج الامريكي من المنطقة فالمظلة الوحيدة الباقية هي اصدقاؤنا الروس، ودمشق تعتبر بوابة موسكو بالنسبة للعرب.
ولكن سرعان ما وصل جون بولتن بطائرته من امريكا وجال على العواصم العربية وحذر هذه العواصم من مغبة فتح العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية مع سورية.
اما موقف سورية فهو واضح منذ البداية، فسورية منفتحة على الجميع ، ولكن شرط الاعتراف بالسيادة السورية وبحقها في مكافحة الارهاب والكف عن دعم الارهابيين.
و في جانب اخر من الحوار تطرق النائب السوري الی الاوضاع فی جنوب سوریا ومحاولات لزعزعة الامن في الجنوب وقال: طبعا لكل حرب مفرزات، وهذه من مفرزات الحرب، فالنصر السريع الذي حققه الجيش في الجنوب السوري ، والتفاف الاهالي حوله، رغم بقائهم لعدة اعوام تحت نير الارهاب ، هذا المشهد قد قضّ مضجع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، لذلك تعمل الان بعد العناصر العميلة هذا الكيان على زعزعة حالة الامان التي فرضتها الدولة السورية لتقويض اعادة الاعمار ، عبر استخدام بعض ضعاف النفوس او الخلايا النائمة ولكن قوى الامن الداخلي السورية جاهزة لهم بالمرصاد وتتبعهم وتكافحهم لحظة بلحظة لانه لا يمكن ابدا ان نسمح بسلبنا نصراً قد ذهب ضحيته شهداؤ وجرحى.
وعما تمکنت سوریة من سد كل ديونها اوضح: طبعا لدى سورية خبرة كبيرة في التعامل مع حالات الحصار، فسورية محاصرة دائما منذ ثمانينيات القرن الماضي ، وكانت نسب الحصار تتفوات بين مرحلة واخرى، لذلك اكسبت الحكومة السورية خبرة عالية وبنت الاقتصاد السوري على مبدا الاعتماد على الموارد المحلية ، وفي عام ٢٠٠٥ سدد سورية كل ديونها اتجاه الحلفاء ، وبنت مخزونها الخاص من النقد .
كما انها اوجدت العديد من الطرق لتخفيف عبأ الحصار على المواطن السوري وخاصة ان الاقتصاد السوري لا يعتمد ابدا على الاقتصاد الامريكي ، وايضا دعم الحلفاء لسورية وفي مقدمتهم ايران وروسيا ، ساهم مساهمة كبيرة في تخفيف حدة نتائج الحصار على الشعب السوري . وسورية بلد الخيرات الزراعية والباطنية ، والحكومة السورية تجديد استغلال ذلك جيدا لمصلحة الشعب.