www.parliament.gov.sy
الأربعاء, 29 أيار, 2019


هادي شرف ضيف عربي اليوم

ماذا يعني إعادة المعارك غي سوريا إلى أوجها، بعد إنحسار الإرهاب على ضوء انتصارات الجيش السوري، وانخراط تركيا في المعارك. خاص وكالة عربي اليوم الإخبارية - حوار سمر رضوان إنّ ما يحدث في ريفي حماة وإدلب وانخراط الدولة التركية، يدلل أن تركيا لم تدخل لتخرج من سوريا، بل كان تنتظر هذه الفرصة منذ سنوات، ومن أيام "يلمز"، ولا ننسى أن رغبتها كبيرة بإحتلال الشمال السوري، لمساعدة أنفسهم في خط الدفاع الذي يعتبرونه خط الأمان بسبب وجود عدوهم الكردي الذي يعتبرونه إرهابي، إضافة إلى أنه في سوريا هناك الكثير من المكتسبات من المقدرات والثروات. عن أهم الأحداث السياسية وتحليلها، يقول الأستاذ هادي شرف، عضو مجلس الشعب السوري، لـ "عربي اليوم": المطامع التركية التركي دخل إلى سوريا بشكل أو بآخر بسبب أن له مصلحته، وبمساعدة الدول العربية كالسعودية وقطر، ولهما مصلحتهما أيضا، ثم إلتقت المصالح، والنظام التركي كان سخي وفتح حدوده بشكل كامل، وحدث ما يعرفه الجميع الآن. ويرى عضو مجلس الشعب السوري شرف أنه عندما دخلت روسيا على خط المعارك السورية، لاحظنا كيف كان منظما جدا بالمعارك، بإعادة المناطق التي اعتبرها مفيدة، حيث رأى أن تدخله سيكون، بإعادة المناطق المفيدة لسوريا، وهذا ذكره الرئيس الروسي بوتين، وتبين أن الأماكن المفيدة المذكورة، كانت حلب ودمشق وحمص وحماة ودير الزور وتدمر إضافة إلى طرطوس واللاذقية ودرعا. لكن المناطق غير المفيدة بقيت للأخير لتعيش مرحلة التفاوض السياسي، حيث لم نرَ الزخم الروسي في شرق حلب الذي تولته، الجهات الداعمة من قبل إيران، وحينها أعتبر أن الدور الروسي كان مسايرا للتركي، حيث خرج كل الإرهابيين بدون أن نعرفهم إن كان، من بينهم ضباط أجانب وصهاينة. ويذكر عضو مجلس الشعب السوري شرف بحادثة إطلاق الرصاص على باصات الإرهابيين المغادرة شرق حلب، ليستحصلوا على بعض النقاط الإيجابية للتفاوض، وهذا ما حدث مع أهلنا من كفريا والفوعة آنذاك. إلى جانب أننا نعلم أن هناك مسايرة روسية لتركيا، وهناك حدود مشتركة واسعة، فما يهم روسيا إبعاد أنقرة عن أمريكا قدر المستطاع. وتركيا لن تبتعد لكن على الأقل يضمن الروسي أن تبقى أنقرة في الوسط وهذا أفضل من عدمه. تنازلات ومكاسب يتابع عضو مجلس الشعب السوري شرف ويقول إن دخول التركي إلى سوريا وتنسيقه مع الفصائل الإرهابية كالنصرة وغيرها، في أماكن التموضع في إدلب، فذلك كان على مرأى وعين الروسي، ونحن منذ اليوم الأول لم نوافق على دخول التركي ولا عن أن يكون، ثالث الدول الضامنة، لكن لا نملك خيار، لذلك أعلنت الدولة السورية بأن كل من دخل سوريا بدون موافقة الدولة السورية، هو عدو ويجب قتاله. ويشير عضو مجلس الشعب السوري شرف إلى أن الروسي الآن يحاول و باستخدام السياسة أن يحصل على توافق وتوازن وتسويات. و بتصوري أن التسويات لن تكون كما نريدها جميعا، فهناك بعضا من التنازلات وقد تكون ضرورة للحفاظ على أمننا وحدودنا، وخاصة وأن إتفاق أضنة 1998 الذي تم الحديث عنه، وإمكانية دخول التركي إلى مسافة 5 كلم فقط، لمطاردة الإرهابيين، هذا الكلام يدلل على أنه تنازلا، لكن في المقابل هو يخلق وضعا آمنا على طول الحدود، في مواجهة دولة كبيرة كتركيا من حيث المساحة والعدد، وتحالفاتها مع محور واشنطن وكونها عضو في حلف الناتو، فهذا التنازل للمصلحة السورية بشكل قاطع. وبالتالي، كان من الحكمة أن نهادنهم من خلال إتفاقية أضنة الآنفة الذكر، الآن والنتيجة أن روسيا فهمت تركيا وبالعكس، ونحن فهمنا الجهتين. الدور الإيراني يوضح عضو مجلس الشعب السوري شرف أن الإيراني فهو ينعامل مع ردات الفعل على الساحة التركية، وهو غير فاعل، لأنه واقع أصلا تحت ضغوط تتعلق به، معروفة للجميع، ووضعه الاقتصادي بحاجة إلى تركيا، فلا يستطيع الضغط على انقرة بشكل كبير، ونوعا ما لديه أجندة خاصة به، فهو يعتبر أن وجوده داعم لحزب الله عبر الأراضي السورية، لذلك لا تضغط طهران على أنقرة، ولكن هي صادقة مع الحكومة السورية، وهذا الصدق عملي وأخلاقي. فالتوازن الذي يحدث الآن، أن الروسي يتوسع في عملياته، عندما يريد إغاظة أمريكا، وتحقيق مكاسب فإذا تم أخذ تنازلات من واشنطن بما يخص أوكرانيا، ووضع في أوروبا صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى أو الوضع العام للتجارة العالمية، يخفف كل ذلك الضغط بإتجاه تركيا، ويحصل على بعض من الرضا الأمريكي ولو كان على حساب مصلحة سوريا، ويكون بذلك قد أسهم في تأمين سوريا من خلال المناطق المفيدة المذكورة أعلاه، وأسهم نوعا فيما في الوضع الاقتصادي عبر اللاذقية وطرطوس والإنتشار الإستثماري عبر دمشق وحلب وتعود دير الزور لوضعها الإستراتيجي، فهذا كله حاليا مؤمن. أم المعارك ويعلق عضو مجلس الشعب السوري شرف حول معركة إدلب، أن هناك إصرار لأن تعود لحضن الوطن، لأنه عمليا لا يعقل بأن نسمح، لأولئك الإرهابيين بأن يستمروا، وبالتالي هذه نقطة تعتبر ورقة بين أيدي التركي والأمريكي والسعودي والقطري، فهؤلاء جميعا، مادة دسمة ورأس مال متحرك ويمكن نقلهم إلى أي ساحة حرب يريدون إن كان اليمن أو أفغانستان وغيرهم، وبالتالي، لن يتم التفريط بهم عبر تصفيتهم بشكل نهائي، فهناك تسوية بأن يتم نقلهم، وهنا أوروبا تمانع ذلك، فيحاولون لي ذراعها. فالذي سيحدث أن هناك مقايضة، أنهم يريدون الحل السياسي يتناسب مع رؤيتهم عبر تغيير فقرات من الدستور، للمعارضين الخارجيين وأن يسمحوا بوجودهم في سوريا وضمن النظام بشكل فاعل، إلى جانب مقاعد في مجلس الشعب السوري، ويريدون أن تكون، السياسة الخارجية السورية شبيهة بالعراقية، أيضا يريدون مفاصل أساسية في الدولة يمسكوها هم، وهذا هو سر ضراوة المعارك. الروسي يقوم بالضغط علينا ويحاول أن يأخذ الحلول الوسطية كتمرير بعض الأسماء من اللجنة الدستورية، وتمرير بعض الأشخاص المعارضين الذين يسيرون في ركبهم، الذين هم من الممكن أن يكونوا ضرورة في المستقبل ويقولون لنا، أنتم يمكنكم الإعتماد على الأكثرية التي تملكونها، ضد الأقلية، وكل ذلك لتمرير، بعض الأمور وإرضاء أنقرة، من خلال تحقيق ما عجزت عنه المعارك، أن يتحقق بالسياسة. معركة طيران ويعتقد عضو مجلس الشعب السوري شرف أن طهران مع الدولة السورية 100%، الجيش السوري مكمل إلى النهاية رغم إنهاكه وقلة عدده، لكن معركة إدلب تعتبر معركة طيران، بالدرجة الأولى أمريكا تمانع ذلك، بحجة الحفاظ على أرواح المدنيين، لذلك جمدت واشنطن الموضوع على أن، يذهب بإتجاه تسوية سياسية، فواشنطن تلعب على على حافة الهاوية، من المفروض أن تحدث عدة ضربات ثقيلة للإرهابيين، ومن ثم بعد ذلك تسوية، وتحل مسألة إدلب، ضمن شروط بعضها معلن والآخر غير معلن، ومن الممكن عودة إدلب لحضن الوطن بشروط غير معلنة، بحيث يصل الجيش السوري إلى الحدود النظامية مع إتفاقيات التسوية. الشرق والشمال السوري يرى عضو مجلس الشعب السوري شرف أن الشرق شمال يعتبر تحت يد الإدارة الأمريكية، وغالبا، الجميع ينتظر ماذا سيحدث في الانتخابات الأمريكية، وهذه الانتخابات ستحدد إما عودة ترامب مع تغيير في إستراتيجية الدولة العميقة، بعدما تابعوا خطتهم التي، نفذها ترامب بدقة، وتابعوا ذلك خلال أربع سنوات، وتحديد نتائجها السلبية والإيجابية. إحتواء إيران من الممكن عودة ترامب وتغيير ببعض السياسات ليعرفوا كيف سيتم إحتواء إيران مزدوج مع السعودية، وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا، وفي هذه الحالة قد ينحل موضوع الشرق السوري، من ناحية النفط ومن ناحية الغاز والتسويات التي ستحدث، إلى جانب دخول الشركات الروسية للمياه السورية للتنقيب عن الغاز الموجودة، في البحر، فاللاذقية هي مرتبطة أيضا بالوضع السياسي، فلن يسمحوا لروسيا بسحب الغاز وبيعه، إلا بعد تسوية شاملة على مستوى كل سوريا. أفول النجم الأمريكي ويقدم عضو مجلس الشعب السوري شرف، تصورا أن من هنا أتصور أن كل الدول المنخرطة في سوريا لها مصالح على أرضنا، لكن هناك أفول للنجم الأمريكي بإتجاه الشرق الأقصى، وبالتالي من الممكن أن يتركوا الشرق الأوسط للروسي على الأقل في المرحلة القادمة، مما بعد الانتخابات الأمريكية الجديدة، وهناك حتما متغيرات تحدث على الساحة، والجميع ينتظر الزمن الذي هو كفيل بإنجاز تلك المتغيرات. الحصار الاقتصادي الجائر ويعتبر عضو مجلس الشعب السوري شرف أن هناك نقطة مهمة للإشارة إليها، أن الوضع الاقتصادي المتردي، كان هناك رغبة للقيادة لإنجاز، إختراقات سياسية وبدأت تتبلور بزيارة البشير وطلب العودة إلى الجامعة العربية، لكن أمريكا وجدت نفسها أنه من ستذهب من يدها ورقة مهمة جدا، وهي الحصار الإقتصادي. كما أن الوضع الاجتماعي والإقتصادي يعتبر معركة هم سيربحونها في حال لم نصبر ونصمد ونصوت نحن، لذلك صعدوا في هذا الأمر وتركوا الحكومة متخبطة في الحلول التي تفتقر للتخطيط الطويل بسبب ظروف الحرب،وتفتقر للكتلة المالية الضخمة، لحل مشاكل المواطنين المنهكين على مدى 8 سنوات. حلول إقتصادية فهذه الحرب الاقتصادية هدفها منع عجلة الاقتصاد السوري من الدوران إن كان في حلب أو دمشق، ويمنعون فتح الحدود مع العراق، ومنع معبر نصيب من أخذ نصيبه من التجارة، ليجيشوا المجتمع الداخلي على النظام والحكومة، لعدم وجود إرتياح إقتصادي، ومنع النظام من أن يجعل الحروب المحيطة بسوريا تكون رقم 2 وليس رقم1، وتتفرغ الدولة السورية للذهاب بعيدا بالنسبة للحلول الاقتصادية، فيجهدون لجعل الظروف الإقتصادية سيئة جدا، وبالتالي يوميا يكون لدينا مفاجآت ومتغيرات.