د. أميرة ستيفانو ضيفة عربي اليوم
إن ثلاثية مواجهة تقدم الجيش السوري على الأرض تُقابَل دائما باختلاق شائعات كـ"الكيماوي"، متبوعة باالإعتداءات الإسرائيلية.
الإرهاب ينحسر في سوريا
خاص وكالة عربي اليوم الإخبارية - حوار سمر رضوان
أصبحت قصة اتهام الفصائل المسلحة الإرهابية للجيش السوري باستخدام السلاح الكيماوي مكررة وممجوجة.
لا تدل إلا على أزمة الهزيمة التي تعيشها هذه الفصائل.
وحالة اللامنطق التي تتبعها سياسة الغرب عند الترويج وتبني مثل هذه الفبركات.
عن تكرار مسرحية الكيماوي، بعد تقدم الجيش السوري، ودحر الإرهاب،
تقول الدكتورة أميرة ستيفانو، عضو مجلس الشعب السوري لـ "عربي اليوم":
إستفزازت جديدة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، منذ أيام وفقا للمعلومات الواردة من سكان سراقب،
أن جبهة النصرة الإرهابية تستعد في هذه المنطقة السكنية للقيام باستفزازات باستخدام مواد كيميائية سامة،
وشظايا أسلحة روسية تم نقلها من مناطق أخرى في سوريا.
الهدف من هذه الاستفزازات هو اتهام القوات الجوية الفضائية الروسية،
أنها تستخدم "أسلحة كيميائية" ضد السكان المدنيين في محافظة إدلب.
مؤشرات جديدة
عدة مؤشرات سبقت اتهام المجموعات الإرهابية للجيش السوري باستخدام الكيماوي،
منها التَّهديدات التي صَدَرت عن جون بولتون، مُستشار الأمن القوميّ،
أثناء اجتماعه مع نَظيرِه الروسي اللواء نيكولاي بارتوشيف في جنيف،
وتُفيد بأنّ الوِلايات المتحدة سَتُوَجِّه ضَرباتٍ “ساحِقة” إلى أهدافٍ في العُمُق السُّوريّ،
في حالِ استخدم الجيش السوري أسلحةٍ كيماويّة.
وتأكيداتٌ رسميّةٌ من السُّلطات الروسيّة تتحدَّث عن بَحثِ الوِلايات المتحدة عن ذَرائِع جديدة،
باستخدام “الجيش السوري” لأسلحةٍ كيماويّةٍ أثناء هُجوم إدلب،
ورَدت على لسان إيغور كوناشينكوف، المُتحَدِّث باسم مركز المُصالحة الروسي،
الذي كَشَف معلوماتٍ عن نَقل عُبوّاتٍ من غاز الكلور إلى قَريَةٍ قريبةٍ من جِسر الشُّغور.
وكلنا نذكر كيف تكررت هذه التمثيليات التي قامت بها تنظيمات إرهابية،
كما حدث في دوما شرق العاصمة دمشق في شهر أبريل/نيسان عام 2018،
وكذلك في خان شيخون في شهر يونيو/حزيران عام 2017.
تأكيد دولي
يتم نفي الاتهامات فنياً وعسكرياً من قبل الدفاع الروسية بعد كل مسرحية،
وكذلك الخبراء يؤكدون أن الادعاءات الأميركية والأوروبية حول مزاعم استخدام الكيماوي،
لا تستند إلى أي حقائق علمية أو جيوسياسية،
كما تقوم الخارجية السورية بتفنيد تقارير بعثة تقصي الحقائق وإثبات تحريفها للحقائق وعدم مصداقيتها.
ولا شك أن انطلاق معركة إدلب بشكل قوي،
بناءً على مناشدات أهالي إدلب لتخليصهم من انتهاكات وممارسات هذه الفصائل المسلحة،
واستعادة الجيش السوري العديد من المناطق والقرى والبلدات،
وتثبيت النقاط في ريف حماة وإدلب رغم محاولات الفصائل الإرهابية إعادة السيطرة على بعض النقاط،
والتي باءت بالفشل جعلها تلجأ لمثل هذه الإشاعات التي نفتها وزارة الخارجية السورية نفياً قاطعاً،
وأنها عارية تماما عن الصحة"، وخاصة أن دمشق "قد تعاونت بشكل تام مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"،
التي اعتبرت سوريا خالية من هذه الأسلحة،
كما أن القيادة العامة للجيش السوري أكدت عزمها على "محاربة الإرهاب وتطهير الأراضي السورية".
خلط الأوراق
الجيش السوري لا يحتاج إلى استخدام الأسلحة الكيماويّة في إدلب أو غيرها،
واحتمالات فَبرَكة هَذهِ الذَّريعة غير مُستَغربة على الوِلايات المتحدة وحُلفائِها الأُوروبيين،
في مُحاولةٍ لخَلطِ الأوراقِ مُجدَّدًا في المَلف السُّوري، وإجهاض الإنجازات المَيدانيّة.
أمريكا لا تُريد أيَّ نهايةٍ للحَرب في سوريا تُؤكِّد انتصار الثُّلاثي السُّوري الرُّوسي الإيراني،
وبِدء عَمليّة إعادَة الإعمار وعَودة اللاجئين، لذلك سعت لعَرقلة الهُجوم المُتوقَّع على مَدينة إدلب،
لكن قرار القيادة السورية كان حاسماً بضرورة انطلاق العمليات العسكرية،
بعد إعطاء المجال للتفاهمات السياسية مهلاً عديدة.
القضاء على الإرهاب
روسيا تَدعم القضاء على الإرهاب في إدلب،
وتشعر بقلقٍ من هجمات الجماعات المُسلَّحة المُتزايِدة بطائِراتٍ مُسيّرةٍ ضِد قاعِدتها الجويّة في حميميم،
وتُشارِكها التَّوجُّه نفسه الصين حيثُ تُريد أن تتخلَّص مِن “الإرهابيين” التركمان الآيغور،
الذي يتردَّد وُجود حواليّ خمسة آلاف مِنهم في إدلب،
ويُقاتِلون في صُفوف جبهة النُّصرة، ويَعرِفون مَهاراتِهم القِتاليّة العالِية،
لأنّ عودة هؤلاء سَتُشكِّل مأزِقًا للسُّلطات الصينيّة،
التي تَقمَع أي محاولة لانفصال إقليمهم في شمال غرب البِلاد،
لذلك نتوقع فيتو روسي صيني عند أي محاولة لمجلس الأمن إعاقة العمليات العسكرية.
كما أن بقية المقاتلين الأجانب المتواجدين في إدلب من جنسيات أجنبية وعربية،
لا ترحب دولهم باسترجاعهم بسبب خطرهم الشديد على أمنها،
لأنهم سيشكلون خلايا نائمة شديدة الخطر،
وكذلك لا ترحب باسترجاعهم دول الجوار السوري التي ساهمت بتدريبهم وإدخالهم إلى سوريا.
خشية أمريكية
تخشى الولايات المتحدة من تحرير الجيش السوري لإدلب البؤرة الأخيرة للإرهابيين،
بسبب أن الدولة السورية ستتفرغ بشكل كامل فيما بعد للعمل على طرد القوات الأمريكية،
التي تحتل منطقة التنف والشرق السوري، وكذلك التعامل مع القوات الانفصالية،
لأن الدولة السورية تعتبر القوات الأجنبية التي دخلت بشكل غير قانوني إلى الأراضي السورية،
قوات احتلال وعليها المغادرة.
لذلك تسعى الإدارة في واشنطن الآن لإعاقة تقدم الجيش السوري بشتى الوسائل،
واستخدام وَضع المدينة الرَّاهِن كوَرقةِ ضَغطٍ مُزدَوجة للحُصول على تنازلاتٍ استراتيجيّة،
مثل إخراج القوات الإيرانية وقوات حزب الله من سوريا التي تسببت بقلق كبير للكيان الصهيوني،
الذي قام بعدة ضربات صاروخية على مواقع إيرانية في سوريا "كما يدعي"،
في سبيل الضغط على إيران للخروج من سوريا وذلك بعد التهديدات الإيرانية المتكررة ضد "إسرائيل"،
إلا أن معظم ضرباته لم تحقق أهدافها المرجوة بسبب تصدي الدفاعات الجوية السورية الدقيق والفعال.
تشابه سيناريوهات
المعركة العسكرية مستمرة في إدلب وأتوقع أنها ستشابه سيناريو المعارك الأخرى،
أيّ الحسم العسكري وصولاً إلى التفاهمات السياسية،
بسبب تصميم الدولة السورية على استعادة كلّ شبر من أراضيها،
الخاضع لسيطرة الإرهابيين والجيوش الأجنبية التي دخلت دون طلب الدولة السورية،
ولأن محافظة إدلب في جزئها الأكبر ومدنها الهامة تقع تحت سيطرة جبهة النصرة،
وتحديداً مدن إدلب وأريحا وجسر الشغور وخان شيخون وسراقب ومعرة النعمان وسرمين،
ومعرة مصرين وبنش وتفتناز وسلقين،
وجبهة النصرة مستثناة في مسار أستانا الذي وافقت عليه تركيا من اتفاقات وقف القتال.
عام الإنتصارات
وبناءً على ما سبق يمكننا القول إن عام 2019 هو عام استكمال الانتصارات العسكرية والسياسية،
وصولاً إلى نهاية الحرب الإرهابية على سوريا بفضل الجيش السوري البطل،
والصمود الأسطوري للشعب السوري والقيادة الحكيمة للرئيس الأسد حفظه الله.
محاربة الإرهاب،سوريا،روسيا،الجيش السوري،جبهة النصرة،إدلب،قاعدة حميميم،أميرة ستيفانو،الصين،الإيغور،مجلس الأمن،الولايات المتحدة،أوروبا،أستانا،بشار الأسد،سمر رضوان،إسرائيل،إيران،حزب الله