د. ربيع قلعجي ضيف عربي اليوم
نائب سوري: محاولات أمريكية - تركية لخلط أوراق الإنتصار السوري
خاص وكالة عربي اليوم الإخبارية - حوار سمر رضوان
إن ما حصل مؤخراً من هجوم إرهابي مسلح على أرياف كل من اللاذقية وحماة لم يأتِ من فراغ بكل تأكيد الأمر الذي يؤكد أنه بضوء أخضر تركي ودعم منها، كي تبقى حالة التوتر موجودة في تلك المناطق وبالتالي تصبح ذريعة للتركي بضرورة وجود منطقة آمنة، في ظل التطورات الأخيرة منها الإعلان الأمريكي في سحب قواته، إلى جانب تحول الحرب من شقها العسكري إلى الشق الاقتصادي والحصار.
عن آخر التطورات السياسية في سوريا، وتداعيات الإعتداءات الأخيرة في ضوء إجهاض قرارات محادثات سوتشي وأستانا، يقول الدكتور ربيع قلعه جي، عضو مجلس الشعب السوري، لـ "عربي اليوم":
مآرب تركيّة
يسعى الأتراك ومن ورائهم الأمريكيين من خلال المنطقة العازِلة إلى قضم الجغرافية السورية، وإعادة خَلْط أوراق الانتصار السوري، والعمل على رسم ملامح استراتيجية جديدة ضمن الشرق السوري.
فإنشاء منطقة عازِلة ليس طرحاً تركياً جديداً، استجدّ على ضوء المُتغيّرات السياسية والعسكرية المُتعلّقة بالشأن السوري، فمع بداية الحرب المفروضة على سوريا، سعى أردوغان لإنشاء منطقة عازِلة شرق سوريا، لكن طموحاته اصطدمت برفض جميع الأطراف الفاعِلة في الشأن السوري.
محاصرة تركيا
من المعروف أن اتفاق أضنة الموقع في 20/10/1998 سمح للقوات التركية التوغل بعمق لا يتجاوز 5 كم في الأراضي السورية، وإن طرح روسيا لاتفاق أضنة هو محاولة لمحاصرة المشروع التركي التوسعي في سوريا، وهنا لا بد أن نتذكر التصريح الرسمي السوري والذي تحدث عن اتفاق أضنة بأن "الجمهورية العربية السورية، ما زالت ملتزمة بهذا الاتفاق والاتفاقيات المتعلقة بمكافحة الإرهاب بأشكاله كافة من قبل الدولتين، إلا أن النظام التركي ومنذ عام 2011، كان ولا يزال يخرق هذا الاتفاق عبر دعم الإرهاب وتمويله وتدريبه وتسهيل مروره إلى سوريا، أو عبر احتلال أراض سورية من خلال المنظمات الإرهابية التابعة له، أو عبر القوات المسلحة العسكرية التركية بشكل مباشر.
وبالتالي فإن الجمهورية العربية السورية تؤكد أن أي تفعيل لهذا الاتفاق يتم عبر إعادة الأمور على الحدود بين البلدين كما كانت، وأن يلتزم النظام التركي بالاتفاق ويتوقف عن دعمه وتمويله وتسليحه وتدريبه للإرهابيين، وأن يسحب قواته العسكرية من المناطق السورية التي يحتلها، وذلك حتى يتمكن البلدان من تفعيل هذا الاتفاق الذي يضمن أمن وسلامة الحدود لكليهما.
رد الجميل
إن موقف "الإخوان المسلمون" تجاه التدخل التُركي في لأراضي السورية هو امتداد لمواقفهم السابقة تجاه هذه الأزمة التي تتّسِم بالانتهازية السياسية وتتّسم بعدم المبدئية في المواقف السياسية وفي الانتماء إلى الوطن. وهو شكل من أشكال الخيانة، وبالتأكيد هذا الموقف يندرج في إطار الضغط التركي والذي يدعو إلى التدخل العسكري وإنشاء المنطقة الآمنة كما ذكرنا سابقا.
وهذا الموقف سواء اتّخذه "الإخوان" أو غيرهم مرفوض من قِبَل أي مواطن سوري شريف، وهم يُحاولون ردّ الجميل لـ "أردوغان" فهم ينظرون إلى تركيا على أنها الدولة الأُمّ التي تحتضِن "الإخوان المُسلمين" وحتّى هم يتوقّعون أن تستعيد "تركيا" الخلافة العُثمانية لأنهم ينظرون إلى "أردوغان" على أنه السُلطان الجديد لهم.