www.parliament.gov.sy
الأحد, 10 آذار, 2019


مهند الحاج علي ضيف وطني برس

لم تلتزم تركيا باتفاقاتها اتجاه ضبط التنظيمات الإرهابية المسلحة بحسب نتائج سوتشي وأستانا، وبدا ذلك جليا في الأحداث الأخيرة على أرياف اللاذقية وحماة إلى جانب إدلب، الأمر الذي قد يسرع عملية الحسم العسكري في الشمال السوري، نظرا لعدم وفاء أنقرة بتعهداتها.

عن هذا الموضوع، يقول الأستاذ مهند الحاج علي، عضو مجلس الشعب السوري، لـ “وطني برس”:

إن موضوع المنطقة الآمنة قد تجاوزناه سياسيا تماما ولكنها ورقة تركية حاول نظام أردوغان فرضها منذ بداية الاعتداء على سورية، فمنذ الأيام الأولى كانت تركيا تطالب بمنطقة آمنة ثم منطقة عازلة ثم منطقة حظر جوي، وما إلى هناك من مسميات، تشرعن توغلها السافر واعتدائها على الأراضي السورية، بعد ذلك لكي يفرض نفسه أردوغان كلاعب إقليمي، لأنه بعد تحرير حلب تحديدا أدرك النظام التركي أنه ورقة بيد الأمريكي وما إن ينتهي دوره ستتم إزالته وهذا ما حدث فعلا عندما دعمت أمريكا الانقلابيين ضد أردوغان، وهناك ضغوط داخلية كبيرة عليه إثر تدخله في سورية والآثار السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تتعرض لها تركيا نتيجة لهذا العدوان، وبالتالي أصبح واضحا للأتراك أنفسهم إن أردوغان هو أجير لدى الأمريكي كما وصفه السيد الرئيس بشار الأسد، وبالتالي أردوغان مضطر للتمسك بما يسمى منطقة آمنة كي يمنع آلاف الإرهابيين الارتداد داخل الأراضي التركية، ما إن بدأت العملية العسكرية لتطهير المحافظة.

ويشير الحاج علي حول إتفاقية أضنة أنها أتت عندما كانت العلاقة ممتازة بين البلدين، وهي تتيح للدولتين الدخول مسافة خمسة كيلو متر داخل أراضي الدولة المجاورة لمطاردة أي حركات إرهابية لحفظ أمنها الداخلي، والسؤال إذا بدأت العملية العسكرية في إدلب، هل ستسمح تركيا للجيش العربي السوري بالتوغل داخل لواء اسكندرون من أجل مطاردة فلول جبهة النصرة، وأمام هذا التعنت التركي والغباء السياسي، أتوقع أن صبر سورية قد نفذ وأن العملية العسكرية قادمة لا محال شاء التركي أم رفض، وبذلك وأتوقع أن يقوم الروس والإيرانيين بالضغط على تركيا للجمها ومنع أي احتكاك مع الجيش العربي السوري.

وعن بيان الإخوان المسلمين الأخير يوضح الحاج علي أن هناك صراع إيديولوجي كبير في المنطقة تحاول إشعاله الولايات المتحدة الأمريكية بين التيار الوهابي بقيادة السعودية، والتيار الإخواني الذي تقوده تركيا، وبالتالي هذا والتصريح لا قيمة له على الأرض بنظر الدولة السورية فالدولة السورية ستحرر أراضيها من أي معتدي سواء أكانت تنظيمات إرهابية أو دول مهما اختلفت مستوياتها، ولكنها حرب تدور في الخفاء وخاصة إن التيار الوهابي الصاعد قد أعلن ولاؤه لإسرائيل والتيار الإخواني ما زال يتعامل معها في الخفاء من اجل كسب تأييد شعبي، ولكن أنا اعتقد أن هذا المشروع قد سقط وما هي إلا محاولات فرض أمر واقع من اجل أن تخرج تركيا بأي مكسب من هذه الحرب التي خاضتها ضد سورية.