خالد العبود ضيف عربي اليوم
في سلسلة جرائم دعم الإرهاب المتتالية على أراضي الجمهورية العربية السورية، يُضاف عدواناً جديداً لقوات التحالف الدولي المدعوم أمريكيّاً، حيث استهدفت قوات “التحالف الدولي، قوات شعبية تقاتل إرهابيي “تنظيم داعش” ومجموعات “قوات قسد” في ريف دير الزور، وذلك بالاعتداء بـ 10 ضربات على مواقع القوات الشعبية ما تسبب بوقوع دمار كبير في المنطقة.
للحديث عن تداعيات هذا الاعتداء وماهيته يقول الأستاذ خالد العبود، أمين سر مجلس الشعب السوري، في تصريحٍ خصّ به وكالة العربي اليوم:
في ظل صعود التحالف الدولي، الذي تقوده على الصعيد الدولي روسيا، وتقوده إقليميّاً إيران وسوريا، لجهة تعطيل تقدّم مشروع الولايات المتحدة الأمريكية ومن يقف إلى جانبها، في ظل هذا المشهد يرى الأمريكي نفسه كما يرى الآخرون أنفسهم ممن اصطفوا إلى جانب أمريكا، أنهم خارج التسوية الكبرى التي يمكن أن تحصل، والتي يقودها هذا التحالف “التحالف الروسي الإيراني السوري”.
ويضيف النائب العبود أنهم بشكلٍ أو بآخر يحاولون إما بالنار أو بالسياسة، أو في بعض الأحيان بتعطيل بعض السياقات السياسية كي يكونوا متواجدين في التسويات الكبرى، لكن في تقديري إنّ التحالف الروسي الإيراني السوري يحرج كثيراً الأطراف الأخرى، فلم يبقَ لها أوراق حضور أو وجود إلا من خلال ارتكابها الأخطاء المتتالية.
ويشير العبود إلى أنه وحتى يصعد الأمريكي ويكون موجوداً على طاولة التسويات الكبرى أمامه الأهداف بسيطة، بمعنى “قليلة”، والخيَارات تكاد تكون معدومة، فيذهب للصعود في عربة التسويات، من خلال اختيار أهداف خاطئة، كما هو الإسرائيلي تماماً.
ويكمل أنّ الإسرائيلي يريد أن يقول بالفم الملآن “أنني حاضر وموجود في تسوياتٍ قادمة على مستوى المنطقة”، ويعبّر عن هذا الطلب وهذا الحضور بلسان ناري من خلال استهداف بعض المواقع السورية.
ويرى أن الولايات المتحدة تريد أن تقول إنها موجودة وحاضرة من خلال استهداف بعض المواقع الرديفة أو الحليفة التابعة لقوات التحالف الصاعد الذي وقف في وجه فوضى المنطقة، ولا يمكن تفسير ما يحصل إلا بهذا الفهم وهذا السياق.
لافتاً إلى أنه وبتقديره أننا سنشهد أيضاً هناك محاولات أمريكية وأوروبية، وايضاً محاولات إسرائيلية، ليس فقط لجهة الأهداف المُشار لها، فهناك السلاح الكيميائي على سبيل المثال، فهو ملف يحاول الأمريكي أن يراكمه ويشكّله وينبشه بشكلٍ أو بآخر، أيضا الاتفاق النووي الإيراني يحاول أن يعيده إلى نقطة الصفر من أجل أن يسمسر ويقايض عليه في ظل التسويات الكبرى.
ويوضّح العبود أنه وعلى سبيل المثال ما حدث في مؤتمر سوتشي وكيف حاولوا أن يعرقلوه ويعطّلوه ويحرقوا هذه الورقة، لكنهم فيما بعد حملوها على أكتافهم، ويعتمدون إعادة إحياء الملفات ذاتها كما أشرت “الملف الكيماوي والاتفاق النووي الإيراني”، لأنه لم يبقَ بين يديهم أي ملفات، حتى موضوع القدس لا علاقة له بما يُسمّى بصفقة القرن، بل له علاقة بصفقة أخرى تسمّى التسوية الكبرى على مستوى الإقليم، أي ليست التسوية التي كانت تتطلع إليها الولايات المتحدة بمقدار ما هي التسوية القادمة التي تقودها روسيا وإيران وسوريا.