حوار خاص لوكالة أنباء فارس مع عضو مجلس الشعب الأستاذ جمال رابعة
*إنَّ إتقان استخدام الأسلحة المتطورة في معركة حلب، واتّباع الكمائن من القوّات المتقدّمة من الحيش السوري والمقاومة الإسلامية، كان له الدور الكبير في استدراج التنظيمات الإرهابية المهاجِمة إلى مقتلها، خاصة في ضاحية الأسد غرب حلب.
كما استخدام الجيش السوري وحزب الله لأسلوب التبديل في صدّ الهجوم على غرب حلب، كان له الدور الفعّال في كسر خطوط المهاجمين من الجماعات المسلحّة، كل هذه العوامل ساهمت في تعزيز القدرات الدفاعية لدى الجيش السوري والقوّات الرديفة في معركة حلب.
فالنصر اليوم في معركة حلب (أم المعارك)، ليس عسكريا فقط للجيش العربي السوري والقوّات الصديقة والرديفة، بل هو انتصار سياسي بامتياز لجهة القرار الروسي بالحسم العسكري السريع خارج المعادلات الإقليمية والدولية، طالما انتظرناه وتوقعّناه، فالأصدقاء في روسيا الاتحادية تنبهوا واستفادوا من تجربة هدنة /27/ شباط ومن خديعة الإدارة الأمريكية.
ومعركة حلب الكُبرى رسْم للوقائع الاستراتيجية السّياسيّة والميدانية على كامل الجغرافيا السوريّة، حيث أنَّ الميدان يُترجِم ذلك من خلال التقدّم الكبير للجيش العربي السوري في شمال شرقي حلب تجاوز مدرسة المُشاة باتجاه مدينة الباب في الجنوب الغربي، الجيش السوري حقّق انتصارات كبيرة واستعاد مناطق واسعة في ضاحية الأسد السكنية وقرية مينان وأفشل العديد من الهجمات لهذه الجماعات المسلّحة في جمعية الروّاد ومشروع1070
كما أنّ هناك حشود عسكرية كبيرة في الجبهة الشمالية السوريّة لأي طارئ قد يحصل، الجيش العربي السوري والقوات الصديقة والرديفة وحتى بعض من قوّات سوريا الديمقراطية وضعت نفسها تحت إمرة ومظلّة الجيش العربي السوري، وما استهداف الطيران السوري لمواقع وقُرى في شمال حلب إلا لتسهيل سيطرة قوّات سوريا الديمقراطية، والذي هو دليل قاطع على مدى دقّة هذا الكلام في وجه عدو مشترك (أنقرة)، وقواته والوثائق الميدانية تؤكّد تشكيل وتجهيز فرق عسكرية في الشمال السوري (قوات مقاومة شعبية) تضم عربا" وكردا" ويشرف على تدريبها الحشد الشعبي.
والتحذير السوري الروسي عند دخول أي طائرة تركية ولمدة دقيقة داخل الأجواء السورية بإسقاطها وعودتها على الفور يؤكد بالدليل القاطع مدى قوّة التحذير السوري الروسي لأي اختراق للقوّات التركية وخروجها عن الخطوط الحمر المرسومة.
وبما يتعلّق بتأجيل الطلعات الجوية الروسية أنَّ ذلك يأتي في إطار المناورة السياسية لتصدر موسكو العملية السياسية في سوريا واستهلاك جميع الاوراق وايجاد المبرّرات الموضوعية والمسوّغات وإعطاء الفرصة الأخيرة لكل هذه التنظيمات المسلّحة المدعومة امريكيا" بانفصالها عن تنظيم جبهة النصرة قبل المباشرة بالعملية العسكرية وعلى نطاق واسع يطال هذه الجماعات الإرهابية في حال رفضت الانفصال عن جبهة النصرة.