www.parliament.gov.sy
الاثنين, 11 أيار, 2015


وثيقة الجمعية البرلمانية الآسيوية... ميثاق الصداقة في آسيا

وثيقة الجمعية البرلمانية الآسيوية... ميثاق الصداقة في آسيا

 

قامت الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) في جلستها العامة الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 بتنبي إعلان طهران في الفقرة 9 التي رحبت فيها بتبني «قرار لإنشاء فريق عمل في جمهورية إيران الإسلامية لدراسة ووضع خطة عمل» بشأن مواضيع تتضمن «ترويج التضامن والصداقة وعلاقات الجوار الطيبة بين الدول الآسيوية للوصول إلى ميثاق الصداقة في آسيا».

 

في الفقرة 42 من إعلان طهران للعام 2006، ارتأت الجلسة العامة للجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) جملة أمور، منها «الحاجة إلى تطوير ميثاق الصداقة في آسيا والطلب من البرلمانات الآسيوية دراسة هذا الموضوع بشكل شامل لكي يتم تعزيز التفاهم والصداقة بين الدول الآسيوية. في هذا الصدد تقرر إنشاء فريق عمل لدراسة الموضوع وتقديم مسودة ميثاق الصداقة إلى الجمعية في العام التالي للمزيد من النظر.

 

وعملا بهذا التكليف، قامت أمانة الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) بإنشاء فريق من خبراء مؤلف من أعضاء برلمان ومحامين ودبلوماسيين وواضعي سياسات وعلماء من مختلف المجالات لدراسة الموضوع وتحضير مسودة ليتم دراستها من قبل الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA). وقد ألحقت الجلسة العامة الثانية للجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) بقرارها (APA/Res/2007/06) نص ميثاق الصداقة في آسيا في سبتمبر/ أيلول 2007.

 

في القرار المذكور، قررت الجلسة العامة للجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) تأسيس لجنة فرعية تحت اللجنة السياسية للجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) «لدراسة أفضل الاستراتيجيات المؤدية إلى توقيع وإقرار والانضمام إلى ميثاق الصداقة في آسيا كما هو ملحق في القرار من قبل الدول الآسيوية ولتحقيق الأهداف المحددة فيه».

 

كما قامت الجلسة العامة «بالطلب من الأمين العام للجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) إعداد تقرير للدراسة من قبل اللجنة الفرعية». وهذا هو تقرير الأمين العام للاجتماع الأول للجنة الفرعية الذي تقرر عقده في 23-24 يونيو/ حزيران في البحرين. ومن المتوقع أن ينتج عن التداولات في اللجنة الفرعية بناء على هذا التقرير، تقرير يتضمن مجموعة توصيات لتتم دراستها من قبل الجلسة العامة الثالثة للجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) لاتخاذ القرار.

 

تعزيز التكامل في آسيا من خلال ميثاق الصداقة

 

مع الأخذ في الاعتبار التطورات الأساسية الطارئة على المستوى الدولي في أعقاب نهاية الحرب الباردة، فإن الدور الحاسم لآسيا في النظام العالمي بدأ بالظهور بشكل متزايد. وبدا أن المجتمع العالمي يمر بتغيرات سريعة وضخمة ومعقدة في جميع جوانب الحياة العامة. وقد قامت التطورات التكنولوجية بتيسير وتوسيع وتحديث كمية ونوعية التفاعلات بين الأفراد والجماعات والمنظمات والأمم والدول. وبالنتيجة ظهر هنالك محيط عالمي وفر أرضا خصبة للتكامل المتزايد على مختلف المستويات وفي مختلف المناطق.

 

المحيط العالمي والعناصر الظرفية للتكامل جعلت من آسيا حالة متميزة للتكامل الإقليمي الناجح: ليس فقط بسبب الاتساع الجغرافي لهذه القارة، بل أيضا بسبب تفاعل تاريخها الثري وثقافاتها، ومواردها الطبيعية الكبيرة وقواعدها التنموية, وإمكانات الإنتاج الضخمة والأسواق الاستهلاكية الواسعة، والتفاعل الضخم المتخطي للحدود الوطنية وشبكات الاتصالات عبر الحدود القومية، جميعها جعلت من التكامل الإقليمي في آسيا ضرورة حتمية وليس خيارا.

 

وفي حين أن التقارب الجغرافي هو عامل حقيقي للتكامل الإقليمي، فإن عوامل مثل هذا التكامل غير محدودة بالجغرافيا. وفعلا، فإن للروابط التاريخية والثقافية والاقتصادية والسياسية والأمنية تأثيراتها الخاصة والمتميزة في تشكيل التكامل الإقليمي المجدي ضمن المحيط العالمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن المؤسسات الراسخة والقوية في التعاون والتنافس في الرياضة والإعلام والفنون والعلوم عبر القارة، والتشكيلة الطبيعية والفنية المتميزة من عناصر الجذب السياحي، والتطلعات المشتركة لشعوبها، وإمكانات آسيا العظيمة في صيانة السلام والأمن الدولي، جميعها تشير إلى مجال خصب لزيادة التكامل الواعد في آسيا.

 

ميثاق الصداقة في آسيا هو مبادرة جريئة ستساهم بشكل كبير في عملية التكامل الإقليمي في آسيا. فهي توفر هيكلا للاتفاق وقاعدة للتفاعل النشط واسع النطاق على مستوى كامل آسيا. وإن محتويات ميثاق الصداقة في آسيا، كما هو مبين من قبل الجلسة العامة للجمعية البرلمانية الآسيوية (APA)، تغطي أهداف ومبادئ عامة وتشمل نطاقا واسعا من الموضوعات الحيوية لزيادة التقارب في المجتمع الآسيوي بشكل عام.

 

من المنظور الإقليمي، فإن ميثاق الصداقة في آسيا كمبادرة من قبل الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) يعكس الروابط المتأصلة الجذور في التاريخ والجغرافيا والثقافة والحضارة التي تربط آسيا ببعضها. إن المصالح العامة لجميع دول آسيا، بالإضافة إلى التحديات والفرص المشتركة التي تواجه شعوبها، كانت المنهج الذي وضع على أساسه ميثاق الصداقة في آسيا كطريق تجاه المزيد من التكامل على المستوى القاري.

 

ومن المنظور العالمي، فإن ميثاق الصداقة في آسيا سيسهم بشكل مؤكد في تعزيز بروز آسيا على مستوى العالم. الإمكانات العظيمة لآسيا بأكملها هي أساسية لسلام وأمن وازدهار العالم. وهنالك كل ما يدعو إلى الاعتقاد بأن آسيا المتكاملة سيكون لها دور بناء في شئون العالم المستقبلية بما ينسجم مع مصالح جميع الأمم الآسيوية وما بعد.

 

ميثاق الصداقة في آسيا: تحديات وهموم

 

كأي مقترح مبتكر، فإن فكرة ميثاق الصداقة في آسيا تواجه تحديات وهموما محددة. جزء من هذه التحديات لها علاقة بالحداثة المتميزة للفكرة. وفي حين أن هنالك سوابق معينة لميثاق الصداقة في آسيا وفي قارات أخرى، فإن ميثاق الصداقة في آسيا كمبادرة من قبل الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) له سمات مميزة: إن الأمثلة السابقة لمواثيق الصداقة كانت في الغالب ثنائية إلا أن مقترح ميثاق الصداقة في آسيا للجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) هو جماعي ويشمل نطاقه القارة بأكملها. بالإضافة إلى ذلك، فإن ميثاق الصداقة مستند شامل يتضمن مجموعة من موضوعات التعاون الاقتصادي والسياسي والثقافي والقانوني بين الدول الآسيوية.

 

هناك تحديات أخرى تتعلق بميثاق الصداقة في آسيا تكمن في حقيقة أن محتوى الميثاق في غالبه مرتبط بطبيعته بالسياسات العامة التي تقع في المعتاد ضمن نطاق مسئولية الحكومة. لذلك، فإن درجة التقدم في هذه المبادرة ستكون معتمدة على درجة التعاون والتنسيق بين الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) والحكومات الآسيوية بالإضافة إلى الرغبة السياسية لدولها.

 

في حين أن ميثاق الصداقة في آسيا، كما هو ملحق بقرار الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) APA/Res/2007/06 المؤرخ في 19 نوفمبر 2007، يمتاز بقيمة كبيرة لاحتوائه على موضوعات تهم جميع أمم ودول آسيا، فإنه من وجهة نظر سياسية، قد يبدو عنوان الميثاق شديد الطموح. وحيث إن محتويات ميثاق الصداقة تتضمن قرارات وترتيبات يتم تحقيقها بالشراكة بين البرلمانات والحكومات، فإنه يبدو من المناسب والأكثر فاعلية أن يتم إدخال الحكومات بصورة تدريجية بغية الوصول إلى اتفاق.

 

مقترحات للمزيد من التقدم

 

في ضوء ما ذكر أعلاه، لربما تكون هنالك عدة طرق للاتباع. قد تود اللجنة الفرعية مناقشة توجهات مختلفة لهذا الميثاق. هنالك ثلاثة توجهات واضحة للتقدم بميثاق الصداقة:

 

أولا: كيف يمكن المضي بميثاق الصداقة في آسيا كما هو ملحق في قرار الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) APA/Res/2007/06. بشكل عام، يتم التفاوض بشأن الميثاق من قبل ممثلين من الحكومات وبعد التوقيع عليه يكون متاحا للبرلمانات لمراجعته وبناء على قوانينهم الدستورية وإجراءاتهم يتم التعديل أو الموافقة على الميثاق. وسيكون هذا هو التوجه الرسمي جدا للتعامل مع ميثاق الصداقة في آسيا.

 

نظريا، وحيث إن ميثاق الصداقة في آسيا كان مبادرة من البرلمانات، فإن اللجنة الفرعية قد ترغب في دراسة الطريقة الأفضل لكل برلمان من الأعضاء يمكن من خلالها مشاركة دولته بشكل رسمي في العملية التشريعية التي يتبناها.

 

ثانيا: خيار آخر وهو أقل طموحا، هو تبديل العنوان: «ميثاق الصداقة في آسيا» بـ «إعلان مبادئ الصداقة والتعاون في آسيا». هذا التغيير في العنوان مهم جدا من الجانب القانوني والسياسي. كيف يمكن المباشرة بـ «إعلان مبادئ الصداقة والتعاون في آسيا»؟ بشكل عام، يمكن تبني هذا الإعلان ببساطة كملحق لقرار الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA). إلا أن من الأفضل أن تقوم اللجنة الفرعية ببحث إمكان عقد اجتماع مشترك بين الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) ووزراء الخارجية يتم فيه تبني قرار الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) بصورة غير ملزمة للحكومات لكنه يتمتع بدعمهم السياسي.

 

ثالثا: الخيار الثالث هو الأقل طموحا ومن المرجح أن يتم تحقيقه في الجلسة العامة للجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) القادمة. هذا الخيار هو نسخة من الخيار الثاني دون المشاركة المباشرة لوزراء الخارجية. في هذا التوجه، يتم تبني قرار الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) بـ «إعلان مبادئ الصداقة والتعاون في آسيا» دون كونه ملزما للحكومات، إلا أنه يتم أخذ قرار الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) بالاعتبار في كل برلمان وطني لكي يتم إعطاؤه الدعم السياسي والتشريعي. في الوقت ذاته، قد يتضمن قرار الجمعية البرلمانية الآسيوية (APA) بعض الشروط بشأن الحاجة إلى تعزيز الإعلان من خلال الإعلام وجلسات ومذكرات المسئولين الحكوميين والحملات العامة من خلال المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية على المستوى الوطني.