www.parliament.gov.sy
الأربعاء, 12 تشرين الأول, 2016


أهم العناوين الصادرة في المواقع والصحف المحلية والعربية والدولية12-10-2016

النشرة

الأربعاء, 12-10-2016

دمشق انتقدت بان بشدة.. ورحبت بالقاعدة الروسية بطرطوس.. وتركيا: واشنطن ستصبح داعمة للإرهاب … موسكو وطهران: ضرورة بدء مساع دبلوماسية جديدة لحل الأزمة

| وكالات-«سانا» موقع «روسيا اليوم»+«رويترز» +- فيما كانت دمشق ترد بقوة على تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأخيرة أمس الأول حول سورية، وتؤكد أن إنشاء قاعدة روسية بحرية في طرطوس سيسرع تحقيق النصر على الإرهابيين، كانت موسكو وطهران تشددان على ضرورة بدء مساع دبلوماسية جديدة لحل الأزمة، على حين كانت أنقرة تهاجم واشنطن لدعمها الأكراد، معتبرة أن الأخيرة ستصبح «داعمة للإرهاب».

وأمس أكد مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين، وفق «سانا»، أن بان يؤكد مرة جديدة إخفاقه في احترام أبسط المتطلبات التي توجبها المسؤولية المناطة به وأهمها الصدق والنزاهة والاستقلالية. وأضاف المصدر: إن الأمين العام الذي ارتضى لنفسه التصرف وفق سياسات بعض الدول إزاء سورية يتحمل مسؤولية قانونية وأدبية فيما آلت إليه الأوضاع عندما وفر مع البعض إحدى مظلات الدعم السياسي للإرهاب التكفيري وأدلى بتصريحات لا أساس لها من الصحة وتفتقر لأدنى دليل أو برهان.

وفي إطار التأكيد على مكافحة الإرهاب أعلن رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية العميد سمير سليمان، وفق موقع «روسيا اليوم»، أن إنشاء قاعدة عسكرية بحرية روسية دائمة في ميناء طرطوس «سيزيد من القدرات العسكرية لروسيا وسورية وكذلك قدرات حلفائهما من أجل الإسراع في وضع حد للإرهاب».

وفي المساعي الروسية لحل الأزمة أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف خلال اتصال هاتفي أمس ضرورة بدء مساع دبلوماسية جديدة لحل الأزمة، مشددين وفق بيان للخارجية الروسية نقلته «رويترز» على أن الأزمة في سورية لا يمكن حلها إلا من خلال اتفاق سياسي.

بدوره أكد نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف، استعداد بلاده للتعامل مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى لتسوية الأزمة، وأعرب عن أمله في أن الولايات المتحدة لم تتخل تماماً عن الوسائل الدبلوماسية لصالح السيناريو العسكري في سورية، داعياً زملاءه الأميركيين إلى التقييم الموضوعي لجميع إيجابيات وسلبيات قرارهم وفق «روسيا اليوم».

جاء ذلك بموازاة إلغاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة كانت مقررة إلى باريس في 19 من الشهر الجاري، وذكر المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أن سبب إلغائها هو إسقاط «الفعاليات المتعلقة بافتتاح المركز الثقافي الروسي في العاصمة الفرنسية من جدول أعمال الزيارة، معتبراً وفق «روسيا اليوم»، أن بوتين سيكون مستعداً لزيارة فرنسا «عندما يكون الأمر مناسباً للرئيس (الفرنسي) فرانسوا أولاند»، وذلك بعد أن كان أولاند قد لوح أول من أمس بإلغاء الزيارة «ما لم يقبل بوتين ببحث المسألة السورية».

وفي أنقرة، لوح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم بالتدخل شرقي نهر الفرات إذا ما استمرت «الأنشطة الإرهابية» هناك، وانتقد إعلان المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون عزمها دراسة إمكانية تسليح الميليشيات الكردية، إذا ما فازت بالانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، ووصفها تلك الميليشيات بأنها «أقرب حليف» لواشنطن في محاربة داعش بالعراق وسورية.

وفيما أعرب يلدريم عن أسفه بشأن تصريحات كلينتون اعتبر وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو أنه «في حال حدوث ذلك، ستصبح الولايات المتحدة بوضعية بلد داعم للإرهاب».

بعد تجويعهم لأشهر.. الأردن تسمح بإدخال مساعدات للاجئين سوريين

| وكالات- وكالة «أ ف ب»- سمحت الأردن أمس بإدخال مساعدات لآلاف اللاجئين السوريين العالقين في أراضيها على الحدود مع السورية، بعد حصارهم وإعلان مخيمهم في الصحراء الأردنية منطقة عسكرية مغلقة منذ حزيران الماضي.

وذكرت «منظمة العفو الدولية» في بيان لها أمس، وفق ما نقلت وكالة «أ ف ب»، أن «التقارير التي تحدثت عن استئناف إيصال المساعدات الإنسانية لـ75 ألف لاجئ تقطعت بهم السبل في منطقة نائية قاحلة على طول الحدود الأردنية السورية يسمى الساتر الترابي هو بصيص من الأمل طال انتظاره، ينبغي أن يتبعه حل مستدام، على المدى الطويل».

ونقل البيان عن مدير القضايا العالمية والبحوث في المنظمة أودري غويران قوله: إن «وصول المساعدات الإنسانية دون قيود والاستجابة الإنسانية لتمكين قطاعات إنسانية متعددة من الوصول إلى هؤلاء وبما يتماشى مع المعايير الدولية هو المطلوب على وجه السرعة».

في سياق متصل، أكدت وزيرة الداخلية البريطانية أمبر راد، أن بلادها ستلتزم باستقبال الأطفال اللاجئين، الذين لا يرافقهم بالغون، المقيمين في مخيم «كاليه»، داعية فرنسا إلى المساعدة في تسريع عملية النقل.

أحدث مؤشر إلى تدهور العلاقات مع الغرب … بوتين يلغي زيارته إلى باريس.. وأولاند يؤكد استعداده للقائه في أي لحظة

| الوطن -  لم ينجح الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند في إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعقد مباحثات حول سورية خلال الزيارة التي كانت مقررة بعد نحو أسبوع. ولقد أثار ذلك حنق أولاند فقرر «إسقاط» فعاليات الزيارة، ما دفع الرئيس الروسي إلى إلغائها. ويمثل إلغاء الزيارة أحدث مؤشر إلى تدهور العلاقات بين موسكو والغرب بعد استخدام روسيا لحق النقض (الفيتو) على مشروع قرار لفرض حظر جوي فوق حلب، قدمته الدبلوماسية الفرنسية، إلى مجلس الأمن الدولي.

واحتلت أخبار الزيارة صدارة الاهتمام العالمي بعد تلويح أولاند بإلغائها أمس الأول ما لم يقبل بوتين ببحث المسألة السورية، قبل أن يشير وزير الخارجية الفرنسي جان ماري إيرولت إلى أن الرئيس الفرنسي «سيأخذ بالحسبان الوضع في مدينة حلب حينما يقرر ما إذا كان سيلتقي بوتين»، لافتاً إلى أنه وافق على مبدأ زيارة الرئيس الروسي لباريس «فقط» إذا كانت ستتيح للمسؤولين الفرنسيين «الحديث (مع نظرائهم الروس) حول سورية، وسورية فقط».

وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي قرر إلغاء زيارته الرسمية إلى باريس المقررة في 19 من الشهر الجاري. وأوضح أن إلغاء الزيارة جاء بسبب إسقاط «الفعاليات المتعلقة بافتتاح المركز الثقافي الروسي في العاصمة الفرنسية (من) جدول الأعمال الزيارة». وعن سبب إسقاط تلك الفعاليات من جدول أعمال قال: «يجب توجيه هذا السؤال للطرف الفرنسي».

وأضاف بيسكوف في تصريحات بحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن بوتين سيكون مستعداً لزيارة فرنسا «عندما يكون الأمر مناسباً للرئيس فرانسوا أولاند»، مبيناً أن الطرفين سيحددان لاحقاً، على أساس توافقي، موعداً جديداً لزيارة بوتين إلى العاصمة الفرنسية.

من جهة أخرى، اعتبر بيسكوف أن مزاعم بعض وسائل الإعلام حول مواجهة الرئيس الروسي لـ«حالة عزلة» في المحافل الدولية، «لا تمتلك أي أساس واقعي لها». وذكر بأن هذه المزاعم لا تتناسب بأي شكل من الاشكال مع جدول أعمال بوتين الحافل باللقاءات مع الشركاء الأجانب. واردف قائلاً: «قرأنا الأسبوع الماضي مزاعم لوسائل إعلام فرنسية مفادها أن الرئيس الروسي يصر على القيام بزيارة إلى باريس لكي يخرج من العزلة. هذا هراء مطلق».

وفي باريس، ذكر مصدر في الرئاسة الفرنسية أن الروس قرروا تأجيل زيارة بوتين صباح أمس، بعد أن توجه قصر الإليزيه إلى الكرملين باقتراح اختصار زيارة بوتين المرتقبة إلى باريس على عقد اجتماع مع نظيره الفرنسي، واستثناء مشاركة الرئيس الروسي في فعاليات أخرى، كما كان مقرراً أصلاً، في إشارة إلى افتتاح المركز الثقافي والروحي الروسي.

وأكد أولاند أنه رفض مرافقة بوتين خلال مراسم كانت مقررة كجزء من الزيارة. وفي كلمة أمام مجلس أوروبا بمدينة ستراسبورج الفرنسية، قال أولاند: «أبلغت بوتين أنه إذا كان يتعين عليه القدوم إلى باريس، فأنا لن أرافقه في المراسم، ولكني مستعد للحوار معه حول سورية. وقد فضل إرجاء زيارته، وهذا لا يعني توقف المشاورات في مناسبات أخرى. لكنه لن يأتي إلى باريس».

وشدد على أهمية مواصلة المحادثات مع روسيا على الرغم من «الخلافات الكبيرة» بشأن سورية. وقال: «فرنسا لديها خلاف كبير مع روسيا بشأن سورية، والفيتو الذي استخدمته روسيا لرفض مشروع القرار الفرنسي في مجلس الأمن الدولي حال دون وقف القصف وتمكين سريان هدنة». واستطرد متابعاً: «أرى أن من الضروري إجراء حوار مع روسيا ولكن يجب أن يكون حازماً وصريحاً وإلا فلن يكون له مكان وسيكون تمثيلية. إنني على استعداد للقاء الرئيس بوتين (في أي لحظة) إذا استطعنا إحراز تقدم بشأن السلام»، وساهم ذلك في «وقف القصف والإسهام في ترسيخ الهدنة في سورية».

وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة عدم السماح بتدمير حلب نتيجة للأعمال القتالية المتواصلة في المدينة.

موسكو تردّ على جونسون: دعواتك مخزية

الأخبار اللبنانية - لوكالة "نوفوستي- أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس، أنّ دعوات وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، للاعتصام أمام السفارة الروسية في لندن تسبب شعوراً بالخزي. وقالت زاخاروفا لوكالة "نوفوستي": "على ما يبدو، انتقل بوريس جونسون من الأقوال إلى الأفعال، واستخدم السلاح الذي كان يهدد روسيا به، وهو الخجل. ونحن بالفعل نخجل عنه". وجاء ذلك رداً على تصريح بوريس جونسون، الذي أدلى به أمس أمام البرلمان البريطاني، وقال إنه "بلا شك" يود أن يرى "تظاهرات لمن يعارض الحرب، أمام السفارة الروسية". وفي وقت سابق، كان بوريس جونسون قد صرّح بأنّ "الخجل هو السلاح الذي يمكن أن يستخدمه الغرب ضد روسيا"، مضيفاً أنّ روسيا قد تصبح "دولة مارقة" بسبب سياساتها في سوريا، كما دعا إلى زيادة الضغوط على موسكو، وهددّ بدراسة إمكانية فرض عقوبات على روسيا بسبب موقفها من الأزمة السورية.

كلينتون: السعودية وقطر تمولان «داعش»

(الأخبار، رويترز) نشر موقع "ويكيليكس" دفعة جديدة من الوثائق المسرّبة، والمكونة من 2050 رسالة من أصل أكثر من 50 ألف تعود إلى المراسلات الإلكترونية الشخصية لرئيس حملة هيلاري كلينتون الانتخابية، جون بوديستا.

وتحتوي هذه الوثائق على مقتطفات من مختلف خطابات مدفوعة، أدلت بها كلينتون أمام ممثلين عن كبرى المؤسسات المالية الأميركية، في عامي 2013 و2014.

وكشفت الوثائق عن موقف كلينتون الحقيقي إزاء المملكة العربية السعودية، التي ترى المرشحة الديموقراطية أنها المصدّر الرئيس لـ"أيديولوجيا التطرف" في العالم، خلال السنوات الـ30 الماضية. وفيما كان قد كُشف سابقاً عن أن قطر والسعودية تموّلان «مؤسسة كلينتون»، لكن ذلك لم يمنع المرشحة الديموقراطية من اتهام الدولتين، في إحدى الوثائق، بأنهما تموّلان تنظيم "داعش".

وتبرز الوثيقة ذاتها، التي تعود إلى عام 2014، خطة كلينتون المرسلة إلى بوديستا والمؤلفة من 8 نقاط، والتي تتعلق بالإستراتيجية الواجب اتباعها في هزم "داعش"، من خلال دعم القوات الكردية في سوريا والعراق، وإرسال المستشارين العسكريين الأميركيين لمساعدتهم. وقد انتهت الإدارة الأميركية إلى اتباع هذه الخطة. إلا أن المرشحة الديموقراطية وصّفت قطر والسعودية على أنهما تقومان سرّاً بتمويل "داعش". وفي الوثيقة تقول كلينتون "فيما تتقدم هذه العملية العسكرية وشبه العسكرية (في سوريا والعراق)، نحن بحاجة لأن نستخدم أصولنا الاستخبارية والدبلوماسية من أجل الضغط على حكومتي قطر والسعودية، اللتين توفران الدعم المالي واللوجستي لداعش وغيرها من المجموعات السنية المتطرفة في المنطقة".

وأظهرت الرسائل المسرّبة أن مقر حملة كلينتون الانتخابي كان يناقش صيغ نكات، بقصد استخدامها خلال جلسات الاستماع الخاصة بالهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي الليبية فعام 2012. وجاء في إحدى الرسائل: "كل ما فكرت فيه كان مظهر شعر دونالد ترامب إلى أن اضطررت إلى مشاهدة رأس تراي غاودي على مدى 11 ساعة"، وهي الفترة التي استغرقتها جلسات الاستماع بشأن الهجوم ببنغازي، وكان يترأسها النائب في الكونغرس تراي غاودي.

وأدى الهجوم الى مقتل أربعة من موظفي القنصلية، من بينهم السفير الأميركي في ليبيا، كريستوفر ستيفنز. ورفع أقارب الضحايا قضايا ضد هيلاري كلينتون، متهمين إياها باستخدام خدمتها الإلكترونية الشخصية للتراسل الرسمي، وهو الأمر الذي مكّن المهاجمين من تحديد موقع السفير ستيفنز.

من جهة أخرى، كشف موقع "ويكيليكس" أن كلينتون تلقت مكافئات كبيرة لخطاباتها أمام مدراء مصارف "غولدمان ساكس" و"دويتشه بنك" و"مورغان ستانلي" والتعاون مع مجموعات ضغط مقرها وول ستريت، وهي الفئات التي وعدت كلينتون بمواجهتها خلال حملتها الانتخابية، ما يثبت مرة أخرى أن هيلاري كلينتون تطبق مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".

في غضون ذلك، صعّد المرشح الجمهوري دونالد ترامب هجومه على رئيس مجلس النواب بول ريان، أمس، غداة إعلان أبرز عضو جمهوري في الكونغرس أنه لن يدافع عن المرشح الرئاسي للحزب، أو يدعو الناخبين للتصويت له.

وكتب ترامب، في تدوينة على موقع "تويتر"، أنه "على الرغم من الفوز بالمناظرة الثانية بنتيجة كاسحة، من الصعب القيام بعمل جيّد عندما لا تحصل على أي دعم من بول ريان وآخرين". وأضاف: "زعيمنا الشديد الضعف وغير الفعال بول ريان، أجرى مؤتمراً سيئاً عبر الهاتف أثار حفيظة أعضائه من عدم ولائه (للحزب)". وأشار إلى المناظرة الرئاسية، يوم الأحد الماضي، حيث عُدّ أداؤه أكثر انضباطاً من أولى المناظرات الثلاث بين المرشحين الرئاسيين، قبل انتخابات الثامن من تشرين الثاني.

في مقابل ذلك، أفاد اثنان من أعضاء اللجنة الوطنية الجمهورية بأن رئيس اللجنة رينس بريباس أوضح لأعضاء اللجنة، أن اللجنة التي تمثل قيادة الحزب وذراعه التمويلية لا تزال تدعم ترامب. أما حاكم ولاية إنديانا مايك بنس المرشح لمنصب نائب الرئيس، والذي كان قد التزم الصمت مع ترامب في مطلع الأسبوع، فعاود الظهور في مقابلات تلفزيونية لتأكيد دعمه لترامب.

من جهته، أعاد حاكم نيوجيرسي كريس كريستي ــ وهو منافس سابق لترامب إلى البيت الأبيض أصبح حليفاً وثيقاً له ــ تأكيد دعمه له على الرغم من وصفه تعليقات ترامب في التسجيل المصور، الذي يعود إلى عام 2005، بأنها "لا يمكن الدفاع عنها نهائياً".

السياسة الخارجية الأمريكية قائمة على التدمير

تشرين -في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 طرحت وسائل الإعلام تساؤلات عديدة حول ماهية أهداف إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن من هذا العمل المدمر والذي أطر بإطار «بناء الدولة». بينما كانت الحقيقة الصارخة كما ارتأى الكاتب دانيال كوفاليك في مقال له نشره موقع «كاونتر بانتش» هي أن واشنطن ليس لديها نية في بناء دولة قوية ومستقلة في منطقة الشرق الأوسط ولا في غيرها كما رأينا المرة تلو الأخرى بل كان هدف السياسة الخارجية لأمريكا، سواء ذكر أو لم يذكر، هو تدمير وبلقنة الدول المستقلة على نحو متزايد وأكثر عدوانية.

وفي الواقع فإن الباحث الكوري الجنوبي في مجال حقوق الإنسان دونغ تشون كيم كتب يقول عن الحرب الأمريكية- الكورية «1950- 1953» إنها حرب ارتكبت فيها الولايات المتحدة عملية إبادة جماعية وبسبب هذه الحرب لا تزال كوريا مقسمة إلى قسمين حتى يومنا هذا، ومثلت هذه الحرب بداية التدخل العسكري الأمريكي في دول العالم الثالث على حساب قتل الأبرياء المدنيين.

وبالمثل، تجلى الهدف الأمريكي في فيتنام في إفشال أي احتمال لإنشاء دولة مستقلة وسليمة، وتالياً عانى الفيتناميون من تدمير شبه كامل لبلادهم على يد الولايات المتحدة التي قامت في الوقت عينه بقصف كل من كمبوديا ولاوس وإعادتهما إلى العصر الحجري.

ويتابع الكاتب: في حين كان من المستحيل على الولايات المتحدة الاستمرار في احتكار نصف ثروات العالم بعد أن نهضت أوروبا واليابان والصين والاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية، فإن واشنطن عملت على السيطرة على موارد العالم بصورة غير مبررة وغير متكافئة في الوقت عينه، وهكذا في الوقت الراهن وبينما يتركز في الولايات المتحدة 5% فقط من سكان العالم فهي تستهلك نحو 25% من موارده، وحسب مجلة «ساينتفيك أمريكان» فإن أمريكا تستهلك ربع النفط العالمي و23% من الفحم العالمي وبذلك يكون نصيب الفرد الواحد هناك من الطاقة والمعادن وغيرها أضخم بكثير من نظيره في العالم النامي.

ويؤكد كوفاليك أن الطريقة الوحيدة التي مكنت واشنطن من تحقيق هذا العمل المعيب أخلاقياً هي تقويض قدرة الدول المستقلة على الوجود والدفاع عن نفسها وحماية مواردها الخاصة من النهب الأجنبي، وهنا يكمن السبب في إقبال واشنطن على التعاون مع القوى الأشد وحشية في تدمير الدول المستقلة في جميع أنحاء العالم. وبطبيعة الحال فقد تعاونت الإدارة الأمريكية مع السعودية وغيرها من القوى المتطرفة ممن تطلق عليهم واشنطن نفسها تسمية «إرهابيين» بغية تدمير وتقويض الدول العلمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وفي ختام مقاله يقتبس الكاتب عن خوسيه مارتي، وهو سياسي جمهوري ديمقراطي وفيلسوف بارز قوله: هناك نوعان من الناس: أولئك الذين يحبون ويبتكرون، وأولئك الذين يكرهون ويدمرون. ولاشك في أن الولايات المتحدة هي من النوع الثاني فالطبيعة الحقيقية لسياسة واشنطن الخارجية قائمة على التدمير، ولذلك يبدو من الغباء الاعتقاد بأنها تعمل على الدفاع عن حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية أو غيرها من الأهداف السامية عبر تدخلاتها العسكرية في الخارج.