www.parliament.gov.sy
الأربعاء, 21 آب, 2024


عضو مجلس الشعب الدكتور نبيل طعمة :السلطات الثلاث

مهامهم القادمة ليست بالسهلة، لا شك بأنها شاقة في هذه الآونة، وما تحمله من مساحة الحاضر والغد القادم، وضرورات البت في عمليات الإقلاع بعجلات إعادة نبض الحياة إلى الشارع السوري والعربي والدولي، مع الدفع بمصداقية واقعية لعجلات الإنتاج الزراعي والصناعي والتجاري، وإعلاء شأن الوطنية التي تمثل هوية جميع السوريين وتعزز روابطهم وانتماءهم للدولة التي تحمي جميع مواطنيها، صحيح أن طبيعة المواقف تقتضي التثبت من سلامة كل خطوة تخطوها سلطاتها وكل عمل تقدم عليه، فهذا الركب سائر وإن لم نلحق به فسيفوتنا الكثير.

إن أنظار المجتمع السوري بكل أطيافه تتجه اليوم إلى ما ستفعله السلطات الثلاث والقيادات الحزبية، وفي الوقت نفسه تتجه أيضاً أنظار المحيط العربي والدولي إلينا، بعد أن غدونا حديث كل ناظر ومتطلع من وإلى سورية، وأنا أيضاً أتجه إلى كل مواطن تهمه سلامة سورية وإلى كل من ينشد لها السلامة والطمأنينة، ألا يستعجل الحلول وأن يأمل ألا تكون ارتجالية، بل يأمل في حلول تنتج تعزيز الوجود وتؤسس للتطور والتقدم، فسمعة سورية الإيجابية والأخلاقية تدعونا لتعزيز حضورها وبريقها، الذي خَفَت بفعل ما لحق بها من انتقاص نتاج عمليات الإرهاب المبرمجة التي دُفع بها إلى ساحاتها كي تنهيها، وبما أنها أثبتت أنها الأقوى في كل ما أرادوه لها، لذلك فإن بحثنا هنا ينبغي أن يكون في الوقائع التي تستفيد من الانتصارات التي تحققت.

إن حمل السلطات الثلاث لسمة الغيارى على الوطن يدفع بالمواطنين للتقدم أمامهم، لأنهم متحدون مع قائدهم وجيشهم الباسل، واندماج هذه السلطات مع قائدها وجيشها وشعبها يعني أننا حققنا انتصاراً استراتيجياً وملحمة نوعية اسمها الوحدة الوطنية السورية، وكل ما سيصدر عن هذه السلطات ستكون مسؤولة عنه ويسجل لها وعليها، ومجلس الوزراء الحالي أو القادم يعلم بأن عليه حماية مصالح الشعب بكل فئاته وطبقاته، ومن المعروف أن مجتمعنا السوري مشهود له بالتسامح والود، ومع ذلك فإن الآخرين من المحيط لا يعاملونه بالمثل ولا يقابلون ما قدمه لهم من تضحيات بتضحية مثلها أو حتى أقل منها.

سقطت كل الأوهام والأحلام الواهية التي حاولوا غرسها في عقول سواد الشعب السوري، وإن تأزمت أخلاق السوريين فهي نتاج تأزم حياتهم المادية، وكذلك الأخلاق والعادات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحياة المادية، تتأثر بها وتتكيف حسب أنماطها، وإذا كانت الظواهر الأخلاقية تبدو الآن في انحدار، إلى حد ما، وأنها علة العلل في كل ما تعانيه الدولة، وأن محاولة رجال الدين والأخلاقيين والقانونيين معالجتها بالوعظ والإرشاد، لا يمكن أن تفلح، لأن العلة تكمن في طبيعة الحياة ذاتها، أي في نظمها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تقوم عليها، لذلك تكون الجدية العلمية والعملية حلاً من حلول الانتقال إلى الأمام، أؤمن معكم أنه ليس في الحياة حلول كاملة، لأنها تنبني على مشاكل متعددة  يجب أن ترافقها الحلول دائماً، طبيعي أن تولد المشاكل، الواحدة تلو الأخرى، إلى مالا نهاية، والعقول المدبرة مع العقول المفكرة هي التي تبدع الحلول تباعاً أيضاً إلى مالا نهاية، فالحل يولد عند تحليل المشكلة، هذا في المنطق والواقع، مما يشير إلى أنه من أهم مبادئ الحياة، منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا، ومن الخطأ أن يهزم المرء في مجتمعه، كما أن عليه أن يقف إلى جانب نجاحات وطنه ويقاوم بكل قواه محاولات إفشاله.

السلطات الثلاث مع القيادات الحزبية وغيرها من اقتصاديين وصناعيين  وتجار "القطاع الخاص" مسؤولون عن عملية الانتقال بالواقع إلى الأمام، كثير من الناس يتحدثون عن ضرورة العودة إلى ما كنا عليه قبل الأزمة التي حملت العدوان بأشكاله المختلفة وأسقطته على جغرافيتنا، وأنا أجد أن نتعلم من كل ما جرى بالعلمية الأخلاقية المنشودة، كي نلحق بالركب أولاً ونحصن المجتمع من كل ما مر به من انفلات فكري وروحي وفساد مادي وأخلاقي وإداري؛ هذه السلطات، مع من ذكرتهم، يمثلون الإصلاح والإدارة والتوجيه، فإن كانوا على قدر المسؤولية تحركت البلاد ونجح الناس، فالقدوة الصحيحة يتّبعها الناس ويقتدون بها، هذا ما يريده السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد عندما يتحدث لشعبه وفي اجتماعاته مع السلطات الثلاث، وقد أكد عليه في كلمته التوجيهية أمام اللجنة المركزية لحزب البعث ولقيادتها الجديدة.