www.parliament.gov.sy
الأحد, 22 تشرين الأول, 2017


التنوع الثقافي في سورية مصدر غنى وقوة... رسالة مجلس الشعب السوري الى برلمانات العالم

د. نورا أريسيان

"كنا في سورية ومازلنا نؤمن أن حماية التنوع الثقافي وتعزيز المواطنة والمساواة في مجتمعاتنا تشكل أولوية بالنسبة لنا، وأن هذا التنوع هو مصدر غنى وقوة لدولنا..".

بهذه الكلمات توجه رئيس مجلس الشعب حموده صباغ الى ممثلي برلمانات العالم في الجمعية الـ137 للاتحاد البرلماني الدولي في سانت بطرسبرغ في 16 تشرين الأول الجاري.

إن مفهوم التنوع الثقافي يشير إلى التعدد والاختلاف الثقافي بين أفراد المجتمع الواحد، الذين على الرغم من اختلاف خلفياتهم الثقافية، إلا أنهم يشتركون في عوامل متعددة.

ورغم أن التنوع الثقافي ضرورة بشرية، إلا أن التاريخ أظهر وجود صدامات بين الثقافات المتنوعة نتيجة لعدم تقبل الآخر في بعض الحالات.

وقد ارتبط مفهوم التعددية الثقافية في العصور الحديثة بظاهرة التنوع التي يعكسها واقع المجتمع الذي تتعدد فيه الأصول الثقافية والمذهبية والعرقية.

وعلى الغرب أن يقتنع بأن الهوية الوطنية السورية تقوم على التعدد والتنوع والمحافظة على الخصوصيات في إطار الوحدة الشاملة لكل المواطنين السوريين.

والتنوع الثقافي كمفهوم يطرح أفقاً لهوية متنوعة الأطياف أو الهوية المتعددة الأبعاد.

وقد ارتبط مفهوم التعددية الثقافية بظاهرة التنوع التي يعكسها واقع المجتمع السوري ليجسد حالة المساواة لجميع المواطنين الذين يحتفظون بهوياتهم وأصولهم، فيعلو مفهوم المواطنة كمبدأ جامع لكل الشرائح الاجتماعية، وفق مبدأ سيادة القانون.

تضمنت كلمة رئيس مجلس الشعب أمام الاتحاد البرلماني الدولي عدة رسائل سورية، أهمها كانت برأيي رسالة أن سورية غنية وقوية بتنوعها الثقافي.

فقد ضمنت سورية التنوع الثقافي في الدستور وحفظت وكفلت حقوق المواطنين، كما جاء في المادة التاسعة بأن الدستور يكفل حماية التنوع الثقافي للمجتمع السوري بجميع مكوناته وتعدد روافده، باعتباره تراثاً وطنياً يعزز الوحدة الوطنية في إطار وحدة أراضي الجمهورية العربية السورية.

وقد أشار رئيس مجلس الشعب في كلمته أن التحدي الأكبر أمام دول العالم الذي يهدد التنوع الثقافي هو ظاهرة التطرف والتكفير والإرهاب، مع التأكيد أننا في سورية سنستمر في مواجهة ما يتعرض له هذا التنوع من حرب إبادة.

من هنا، ظهرت أهمية تعزيز الحوار واحترام الآخر. ومن أجل وقف هذا التهديد ينبغي على برلمانات العالم التحرك مع حكوماتها لتقف معنا في وجه القوى الظلامية التي لا تقضي بإرهابها فقط على التنوع الثقافي، بل على التراث الحضاري أيضاً، وقد شهد العالم معنا تدمير وتخريب الأوابد والآثار والأضرحة الدينية والأثرية بهدف إفراغ منطقتنا من حضارتنا الإنسانية، وهي أكبر دليل على تناغم مكوناتها وتجانسها على مدى قرون.

ولابد للغرب أن يعي أن سبب الحروب اليوم هو دعم بعض الدول لأصحاب الفكر المتطرف، ولذلك جاءت دعوة رئيس مجلس الشعب لبرلمانات العالم للعمل معاً على محاربة الأسباب وليس النتائج، والعمل على نشر ثقافة المحبة والتسامح والسلام كرسالة أخرى من سورية الغنية والقوية بتنوعها الثقافي.

عضو مجلس الشعب السوري