www.parliament.gov.sy
الأحد, 14 حزيران, 2015


أردوغان.. ولعبة الأصفاد.. بقلم: د. فايز الصايغ

مجنون كل من يميز بين الدواعش وجبهة النصرة أو القاعدة.. وفاقد المصداقية كل من يظن أن جبهة النصرة يمكن أن تبقي على الحياة في المناطق التي يتم السيطرة عليها.. ومتآمر كل من يروّج لهذه الخزعبلات السياسية، ذلك أن الرهان على أي تنظيم إرهابي مهما كان اسمه حتى لو تلطى خلف تسميات مختلفة لمواليد الرحم الواحد، وجينات الصنف الواحد..
كلام الإرهابي الجولاني عن أن الأقليات تستطيع العيش في كنف إسلامه خطير.. فهو يهدف إلى شق الوحدة الوطنية في المناطق التي يسعون للسيطرة عليها وتفتيت وحدة الناس في مواجهة الخطر الإرهابي العالمي. هؤلاء كلهم أرباب الموت والدمار والمال القذر وأدوات لتنفيذ مشروعات الصهيونية العالمية وحضنها الولايات المتحدة الأميركية وحاضنتها على مرّ التاريخ..
النصرة في محاولاتها تلميع الصورة القذرة وتنظيف السمعة تهدف إلى الحصول على دعم الولايات المتحدة الأميركية العلني بحيث يتجاوز هذا الدعم الجانب العسكري والاستخباراتي واللوجستي إلى الدعم السياسي العلني، وهذا هو قمة الاستهتار في عقول الناس سواء في المجتمعات الأوروبية، والمجتمع الأميركي فكيف في عقول من دفع الدم ثمناً في مواجهة هذه العصابات المجرمة الملوثة أيديها بالدم والملوثة عقولها.. بالخبل.. والجنون والمشبعة صفحات الممارسات بالذبح والتقطيع وتدمير كل ما هو حضاري في منطقة كانت ولا تزال مهد الحضارات والديانات والمنظومات الأخلاقية..
لا أميركا.. ولا الغرب الاستعماري، ولا المؤتمرات التي يعقدونها في باريس أو القاهرة أو حتى في جنيف، ولا حتى جهود وخطط المبعوث الدولي ديمستورا قادرة على لجم الإرهاب والأصح أن هذه الدول مجتمعة لا تريد تحجيم الدواعش ولا محاصرتهم ولا القضاء عليهم.. بمقدار ما يريدون استثمارهم سياسياً في المنطقة لخدمة المشروع الصهيوني، فالدويلة التي أعلنها السجين الأميركي أبو بكر البغدادي تحوّلت من مجموعة إرهابية متنقلة إلى قوة إقليمية خصوصاً بعد التحالف الأميركي السعودي التركي الأردني الذي مكّن الإرهاب من بعض الجنوب والشمال السوري حيث يتدفق المال والسلاح والإرهابيون من جبهتين عريضتين الأردنية- والتركية، فخلف الجبهة الأردنية تقف إسرائيل بكل قوتها وخبرات الولايات المتحدة بكل معلوماتها وعملائها وضباطها.. وفي الجبهة الشمالية يقف حلف الناتو خلف تركيا بكل إمكاناته المعروفة، فيما يصمد الجيش السوري على الجبهتين بصلابة الدم وإصرار التضحيات.
الإمكانات الإسرائيلية والأميركية عبر الأردن.. والإمكانات الأوروبية وحلف الناتو عبر تركيا باتت عاجزاً عن تحقيق أطماعهم وهم إن استولوا على قرية هنا.. وموقع هناك فهم كانوا الأعجز عن النيل من سورية وصلابة شعبها وقوة جيشها على الرغم من فعاليات الطابور الخامس في الداخل السوري وطوابير الإعلام الكوني المضلل وصاحب اليد الطولى في قلب الحقائق رأساً على عقب..!!
لغرفة العمليات الأردنية الإسرائيلية الأميركية من جانب.. وللاعب الروك النجم رجب طيب أردوغان نقول: سيأتي اليوم الذي يدفع فيه الأردن ثمن التآمر، فالشعب يتململ وقواه الحية بدأت تتحرك.. أما أردوغان فقد بدأ العد العكسي، واختفت نجومية أردوغان في غياهب الظلام، فالائتلاف الذي سيشكله أردوغان أياً كانت الأحزاب التي ستشارك وضعت الأصفاد في يديه، ولم يعد بمقدوره الرهان أبعد من حدود تركيا.. والمستقبل بلا مبالغة ولا مزايدة للسوريين وللشعب السوري.. والجيش السوري البطل..
رحمك الله أيها القائد الرمز الرئيس حافظ الأسد.. فقد أسست وأشدت وبنيت في النفوس أكثر بكثير مما بنيت وأسست على الأرض، ونحن مع روحك الطاهرة على موعد النصر.. وقد بدأت لعبة الأصفاد.